بالصور| إشارات المرور من الحجارة المرصوصة إلى العلامات الضوئية
لا أحد يستطيع أن يسير بأمان في الشارع دون إشارات المرور، الأمر الذي يثير التساؤل عن تحرك المواطنين في الماضى قبل ظهور إشارات المرور، وما هي البدائل التي كانوا يعتمدون عليها، وكيف كانت بدايات ظهور إشارات المرور ومراحل تطورها حتى الآن.
ويرجع الفضل إلى الرومان في اختراع الإشارات المرورية، فهم أول من توصلوا لاستخدام علامات تنظم المرور بالشوارع قديمًا، وكانت عبارة عن عمود كبير من الحجارة يوضع على جانب الطريق لتوضيح اتجاهات السير والمسافات المتبقية إلى المدن والقرى، وكانوا يطلقون على هذه الحجارة اسم "ملياريس"، وخلال العصور الوسطى تطورت العلامات المرورية بشكل كبير وكثرت العلامات المرورية متعددة الاتجاهات، خاصة عند التقاطعات وكانت توضع بعد كل ميل من الأميال.
بدأ استخدام الإشارات الضوئية في آواخر القرن التاسع عشر، ويرجع تاريخ استخدام أول إشارة ضوئية إلى 10 ديسمبر 1868، عندما صمم مهندس السكك الحديدية البريطاني جون بيك نايت أول إشارة ضوئية خارج البرلمان البريطاني في لندن، وكانت هذه الإشارة شديدة الشبه بالإشارات الضوئية الخاصة بالسكك الحديدية في ذلك الوقت.
احتوت هذه الإشارة، على ذراعين متحركين أحدهما باللون الأحمر والآخر بالأخضر، كانت تستخدم للتحكم بالحركة أثناء النهار، بينما يتم الاعتماد على الأنوار في المساء في تحديد الحركة، وكان اللون الأحمر يعني توقف والأخضر السماح بالمرور، وكانت تعمل هذه الإشارة بالغاز.
وفي نهاية القرن التاسع عشر، وبعد اختراع الدراجات والتي شكلت خطرًا على سلامة مستخدمي الطريق، ظهرت الحاجة إلى ضرورة وجود الإشارات المرورية على جانب الطريق، وظهرت اللوحات التحذيرية والإرشادية على المنحدرات وأعلى الهضاب والسهول، نظرًا لكونها من أهم الأماكن الخطرة آنذاك، وأخذت بعض الجهات المحلية على عاتقها تركيب اللوحات المرورية، وفي عام 1903 ظهرت ولأول مرة، اللوحات التحذيرية والمانعة والتي كان يرمز لها بمثلث أحمر اللون، رأسه إلى أعلى وتثبت على التقاطعات والمنحدرات.
وفي العام 1931 تم التصريح بأن نظام الإشارات المرورية لم يعد يحقق السلامة المرورية في ظل ازدهار صناعة المركبات، فتم تشكيل لجنة عامة لمراقبة هذا النظام، أسفرت عن ظهور إشارات مرورية جديدة في العام 1913، حيث شكلت هذه اللجنة الأساس العام لنظام الإشارات والعلامات المرورية الحالي حتى عام 1960.
أما فيما يتعلق بالخطوط الأرضية فيعود تاريخها إلى العام 1843، حيث كانت الحجارة البيضاء المرصوصة على شكل خط مستقيم وكذلك المصابيح تشكل الخط الفاصل بين الطرق آنذاك، وفي العام 1914 صنع بمدينة أوهايو بولاية كليفلاند الأمريكية، أول جهاز إلكتروني لتنظيم المرور باستخدام الضوء الأخضر والأحمر، إضافة لأداة طنين تعطي صوتًا خاصًا عند تغيير الضوء، وفي 1944 بدأ استخدام الخطوط البيضاء على نطاق واسع حيث إنها أصبحت تحدد المسارات على الشوارع الرئيسة، وعلى مداخل الطرق وتوضح أحقية المرور في التقاطعات.
بينما بدأ ظهور الخط الأبيض الفاصل بين الطرق أثناء الحرب العالمية الأولى حيث بدأ استخدامه يشيع وينتشر منذ عام 1920، ومع حلول الحرب العالمية الثانية طالبت منظمة الأمم المتحدة بضرورة أن تكون هناك إشارات مرور موحدة ومتعارف عليها دوليًا، وهو ما نصت عليه المعايير العالمية الخاصة بإشارات المرور، على أن يكون اللون الأحمر في أعلى الإشارة، بعده اللون البرتقالي ثم اللون الأخضر في الأسفل، أما إذا تم تركيب الإشارة الضوئية بشكل عرضي فإن ترتيب الألوان يختلف بحسب قاعدة المرور، فتكون الإضاءة الحمراء على اليسار للدول التي تسمح بالمرور في اليمين، ويكون في اليمين في الدول التي تسمح بالمرور في اليسار.