دمية «مسحراتي بلحية بيضاء يرتدي جلبابا وطاقية، يحمل فانوس رمضان وسبحة وهلال، تزين واجهة محل «رائد سعيد» في حي الدقي، على مدار 15 عاما اعتاد رواد وسكان المنطقة أن يروا هذه الدمية في مكانها، ليعرفوا أن شهر رمضان قد اقترب، ولكنهم لا يعرفون أنها نفس الدمية التي يرونها مع اقتراب أعياد الميلاد، مرتدية ملابس وإكسسوارات «بابا نويل»، فما قصة هذه الدمية؟
قصة الدمية
قبل 15 عاما كان «رائد» في دولة الصين، فهو يشتري بضاعته من هناك، إذ تخصص محله في بيع لعب الأطفال: «أنا أركز على بيع المنتجات التي تخص المواسم على مدار السنة، ففي شهر رمضان أبيع الفوانيس وزينة رمضان في محاولة لجذب الزبائن، كذلك خلال احتفالات رأس السنة اهتم ببيع زينة عيد الميلاد، وحتى خلال احتفالات شم النسيم، وأنا في عملي أهتم بالجودة والشكل أكثر من الكم، على سبيل المثال أهتم بالتقليعات الجديدة التي تبهر العيون».
يستكمل حديثه لـ «الوطن»: «في أحد المرات كنت في الصين لشراء بضاعة ووجدت دمية كبيرة لرجل على هيئة بابا نويل، فقررت شراءها لاستخدامها في الدعاية، وقتها كانت شيئا جديدا».
«الرزق يحب الخفية»
كلفته الدمية 6 آلاف جنيه وهو مبلغ كبير في وقتها، لذلك قرر الاستفادة منها في شيء آخر، فـ «الرزق يحب الخفية»: «بعد تفكير أخذت مقاسات الدمية، واشتريت قماشا لحياكة جلابية لها، وفي شهر رمضان أغير ملابس بابا نويل، إلى جلابية المسحراتي مع طاقية صلاة وأحيانا أضع طبلة في يده بجانب لافتة معدنية مكتوب عليها رمضان كريم، وأحاول التشويش على صوت الموسيقى الخاصة بعيد الميلاد التي تصدر من الدمية بتشغيل أغاني رمضان بصوتٍ عالٍ».
هذه الفكرة كانت «وش السعد» على «رائد»، الذي يبتسم وهو يتحدث عن فكرته: «مفيش سنة بطلت العادة دي، لأنها وش الخير عليا، كانت غريبة بس نجحت في لفت انتباه الناس وجذبت الزبائن وبقيت معروف بيها، أحيانا النجاح بييجي من أفكار غير مألوفة، لأن الناس اتعودت على المألوف».
تعليقات الفيسبوك