«السيسى»: حاولنا مساعدة من كانوا يحكمون لكن لم يفهموا الوضع
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن الجيش المصرى جيش وطنى شريف ومخلص وأمين، ويقف فى مواجهة قوى الإرهاب بصلابة، مضيفاً: «نحن لم نتآمر على أحد، وحاولنا مساعدة من كانوا يحكمون، من أجل الوطن، ولكنهم لم يفهموا الوضع جيداً وكان الأمر أكبر منهم».
وأكد «السيسى» فى كلمته خلال مناورة القوات الجوية ضمن المناورة التعبوية الاستراتيجية «بدر 2014» أمس، أن الأوضاع قبل 30 يونيو 2013 كانت تحتاج إلى تضافر كل المصريين، وكان يجب احتواء الجميع ولكن هذا لم يحدث، وخرج الشعب المصرى تحت شعار «لا نريد أن نستكمل هذه التجربة»، مشيراً إلى أن العقد بين الحاكم والناس يستند إلى الدستور والقانون، وإذا انتهك الحاكم الدستور والقانون يكون قد انتهك العقد مع الشعب، لافتاً إلى أن هذا الانتهاك كان واضحاً فى محاصرة المحكمة الدستورية العليا، ومدينة الإنتاج الإعلامى، فضلاً عن تصرفات كثيرة مخالفة للدستور والقانون، وعندما يتعلق الأمر باعتبار الشرطة والقضاء والإعلام أعداء فإن هذا يعنى هدم البلد كله.
طائرات نقل الجنود أثناء المشاركة فى المناورة
وتابع: «لقد أعطيناهم مهلة يوم 21 يونيو 2013، لكى نشجعهم على الحل ولكنهم لم يستجيبوا، ووجدناهم يحاولون إشعال الحرب بين الشعب المصرى وأعطيناهم مهلة أخرى 48 ساعة، لإصلاح الأمور لكنهم أصروا على موقفهم، وبالتالى كان أمام القوات المسلحة أحد خيارين، إما أن تترك المواطنين يتلقون الرصاص، وإما أن يتلقاه الجيش بدلاً منهم، واخترنا الخيار الثانى». وأكد الرئيس أنه سيتم اتخاذ المزيد من الإجراءات لإخلاء المنطقة الحدودية فى شمال سيناء، لافتاً إلى أنه يتم تعويض أهالى سيناء بملايين الجنيهات وقد تصل التعويضات إلى مليار جنيه، كما وجه تحية تقدير وإعزاز واعتذار لأهالى سيناء، مطالباً إياهم بألا يتركوا أحداً يدخل بينهم وبين شعب مصر، لأن الشعب واحد.
واستطرد: «أهالى سيناء أهلنا، ونحن مسئولون عن تخفيف المعاناة عنهم، والتنمية فى سيناء على رأس أولوياتنا، وهذه التنمية ستستمر ولن ننتظر حتى يكون الأمن كاملاً»، مضيفاً: أهل سيناء تعاملوا بمنتهى الوطنية فى أعقاب الحادث الإرهابى الذى استهدف جنودنا فى العريش، ولذلك لا بد أن يكون «قلبنا عليهم»، مؤكداً أن الحادث الإرهابى الذى استهدف جنودنا فى «كرم القواديس» لا يمكن فصله عن معركة الوجود التى تخوضها مصر ضد الإرهاب، مشدداً على أن لا أحد يستطيع كسر إرادة مصر وجيشها، وقال: «عندما يخرج أهالى سيناء من بيوتهم لازم نعوضهم التعويض المناسب، ولن ننسى لهم هذه التضحية». وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى شهد أمس، أحد الأنشطة الرئيسية للمناورة الاستراتيجية التعبوية «بدر 2014»، التى نفذتها تشكيلات من القوات الجوية لتأمين أحد الاتجاهات الاستراتيجية، بإسقاط عناصر من الوحدات الخاصة وإبرار وحدات من قوات التدخل السريع للمعاونة فى التصدى للتهديدات المعادية والقضاء عليها، إضافة إلى تنفيذ أعمال قتال جوى لمعاونة أحد التشكيلات البرية، بمشاركة أكثر من 250 طائرة من كافة أسلحة الجو من طائرات القتال والهليكوبتر الهجومى وطائرات الإمداد والنقل الجوى التى نفذت أكثر من 60 هجمة جوية، بالتعاون مع عناصر من وحدات المظلات والصاعقة والمنطقة المركزية العسكرية.[FirstQuote]
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن مصر تواجه تحدياً كبيراً، حيث تحاول قوى مختلفة تهديد وجود الدولة، مشيراً إلى أن الحالة الأمنية ليست هى الحاكمة فى تصرفاتنا.
وأشار الرئيس إلى أن الجيش المصرى كان موجوداً قبل 30 يونيو وحتى قبل 25 يناير 2011، فى المنطقتين «ب» و«ج» فى سيناء ومع ذلك كنا حريصين على أن تظل سيناء أرضاً مصرية دون إراقة دماء، ولم يتعرض الجيش لأحد، حتى لو كان هذا الطرف مواطناً مصرياً «مش فاهم»، لذلك فقد تحمل الجيش وصبر كثيراً ولم يقتل أحداً، وظل هذا الوضع 3 سنوات، ولكن كان رد فعل قوى الإرهاب بأنهم بدأوا وبادروا فى قتل أبنائنا واعتقدوا أن القوات المسلحة عاجزة عن مواجهتهم وتصوروا أن بإمكانهم فصل سيناء وتحويلها إلى إمارة أو جعلها شوكة فى ظهر مصر، وكانت هذه هى البداية. وأضاف «السيسى» أن هدف القوات المسلحة أن تبقى مصر قوية بكل مؤسساتها حتى لا تسقط، لأن المساس بالمؤسسات مثل القضاء والشرطة والإعلام يعنى هدم الدولة، لذا فقد رفضنا أن تحاصر المحكمة الدستورية العليا، ومدينة الإنتاج الإعلامى، وعلق بقوله: إن الدولة المصرية لو تعرضت للهدم فلن تعود مرة أخرى.
تحدث الرئيس السيسى فى كلمته، التى ألقاها صباح أمس، عقب مناورة القوات الجوية بدر 2014، حول المواجهة مع القوى التى تستهدف مصر، مؤكداً أن هذه القوى اختارت المواجهة لأنهم لا يجيدون شيئاً آخر، وما حدث فى العملية الإرهابية ضد جنودنا فى كرم القواديس بالعريش يقتضى أن نتعلم منه الدروس، والجميع يعرف أن مصر تتعرض لحرب الجيل الرابع حتى لا تنهض ولا تقوى، ولا تحقق أى تقدم، مضيفاً: «لا والله مصر هتقوم وتصبح أكثر قوة ولن نتنازل عن تحقيق أهدافنا».
وأضاف «السيسى» قائلاً: رغم أن الكثيرين اهتزوا بعد العملية الإرهابية الأخيرة فإننى لم أهتز، لأننى مسئول عنكم ويجب ألا أهتز، لأن قوى الإرهاب تريد أن تهز قضيتنا فى الجيش «بس إحنا والله مش هنسيبهم».
وقال «السيسى»: قرأت مقالاً فى جريدة يقول لى «اغضب يا سيسى»، وأنا أقول: طيب لو غضبت أكيد هيكون فيه مشكلة كبيرة، وأنا أرى أنه لا ينبغى لى أن أغضب لنفسى وإنما أغضب للشعب المصرى.
وكشف «السيسى» أنه عندما دعا المواطنين لتفويضه لمحاربة الإرهاب إنما لم يكن يقصد ذلك، حيث قال: «إن الهدف الرئيسى من دعوتى المواطنين للنزول فى يوم التفويض كان يهدف إلى أن أقول للعالم كله إن ما حدث فى 30 يونيو هو رغبة الشعب المصرى كله، وأردت أن أحشد المصريين على قلب رجل واحد، وأحببت أن أقول للعالم هذه إرادة الشعب المصرى، وإنه لم يعد ممكناً أن يفرض أحد أى شىء على المصريين».
دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى جميع المسئولين فى الدولة إلى أن يكونوا على مستوى معركة المصير التى تخوضها مصر فى الوقت الحالى، مطالباً المسئول الذى لا يستطيع مواجهة التحديات والتغلب عليها والقيام بعمله على أكمل وجه، بأن يتحلى بالشجاعة ويقول «لا أستطيع أن أكمل معكم والسلام عليكم». وقال: «إلى كل المسئولين.. الوقت الحالى هو وقت العمل والإخلاص، ولو لم تكن قادراً على النهوض بالدولة بأفكار خلاقة وإمكانيات كبيرة اترك مكانك».
وأضاف «السيسى» فى كلمته أمس، على هامش مناورة للقوات الجوية ضمن مناورة «بدر 2014»، إن الجيش المصرى كان حريصاً على عدم إراقة الدماء لكن الإخوان كانوا حريصين على عكس ذلك تماماً، موضحاً أن «الإخوان» كانوا يتخيلون أنهم يستطيعون فصل سيناء عن الوطن الأم، ويحوّلونها إلى إمارة تكون شوكة فى ظهر مصر تُستخدم عند الضرورة، مشيراً إلى أن الجيش لم يكن يهدف إلا لأن تبقى مصر شامخة بكل مؤسساتها حتى لا تسقط، وأكد أن «لا أحد يستطيع أن يمس مؤسسات الدولة المصرية، سواء الشرطة أو القضاء أو الإعلام طالما كان إعلاماً حراً وطنياً ومسئولاً».
وشدد على ضرورة مشاركة الشباب فى الحياة السياسية وفى الصفوف الأمامية للبرلمان المقبل، داعياً إلى ترشّح الأكفأ للبرلمان المقبل، لمواجهة الخطر العظيم الذى تواجهه مصر حالياً، مؤكداً كذلك على ضرورة إنجاز البرلمان فى أسرع وقت ممكن، وأن يتكون ممن لديهم وعى وحس وطنى ويحبون بلدهم.
وتابع: من غير المقبول أن تنقطع الكهرباء فى الصيف المقبل بنفس المعدلات السابقة، مؤكداً أن تحدى انقطاع الكهرباء كبير جداً، وأن مصر بحاجة إلى ما بين 12 و15 ألف ميجاوات كهرباء بتكلفة 15 مليار دولار. وأشار إلى أن مشكلة الوقود لا تقل صعوبة عن الكهرباء، لأن مصر فى حاجة إلى وقود بقيمة من 10 إلى 15 مليار دولار أيضاً، مختتماً تصريحاته بأنه «رغم كل هذه التحديات، فسنتغلب عليها بفضل الله، ولكن يجب أن نتحمل هذه المسئولية الجسيمة سوياً». قال الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، إن مصر تولى قدراً كبيراً من التقدير والإعزاز لشهداء الوطن الذين دفعوا دماءهم وأرواحهم فداءً له.
وكشف «السيسى» عن أن مصر أعدت برنامجاً لصالح أهالى الشهداء والمصابين، مشيراً إلى أنه سيتم تشكيل كيان معين للشهداء والمصابين وذويهم، مؤكداً أن مصر لن تنساهم أبداً.[SecondQuote]
ووجه الرئيس السيسى تعازيه إلى أسر الشهداء والوطن قائلاً: «من يستهدفون أبناءنا يريدون حرق قلب مصر»، مشيراً إلى أن رجال الجيش المصرى يحمون بصدورهم قلب مصر، مؤكداً أن أحداً لا يستطيع حرق قلبها، طالما يحميها جنودها الأبرار.
واختتم «السيسى» قائلاً: «مصر أمانة فى رقبتنا لكنها معلقة أكثر فى رقبة الجيش المصرى العظيم».