حسن نصرالله: معركتنا ضد التكفيريين وإسرائيل وليست مع الطائفة السنية
أطل الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله شخصيًا، خلال إحياء مراسم ليلة العاشر من محرم في مجمع سيد الشهداء في الرويس.
وألقى "نصرالله" كلمة قال في مستهلها: "نسأل الله أن يتمم علينا إحياء الليلة وغدًا بلطفه ومنه وأمانه، كما نتوجه بالشكر إلى كل اللذين تعبوا خلال الأيام الماضية ليؤمنوا الحماية لكل هذه المجالس التي تم إحياؤها خلال الأيام السابقة".
وتطرق إلى الوضع السياسي فقال: "في ما يتعلق بالمجلس النيابي، المجلس الحالي تنتهي ولايته قريبًا ومُهل إجراء الانتخابات تضيق، هناك 3 خيارات إما الذهاب إلى الانتخابات إما التمديد إما الفراغ. بالنسبة لنا من أول يوم أبلغنا كل أصدقائنا وحلفائنا أننا مستعدون لإجراء الانتخابات، ولا مانع لدينا من التمديد".
وأضاف: "لسنا جاهزين أبدًا أن يذهب أحد بالبلد إلى الفراغ، ونأسف لتوجيه الاتهام إلينا بأخذ البلد إلى الفراغ، وهو ما نرفضه هو الذهاب إلى الفراغ، ونحن مع أي شيء يمنع من الذهاب إلى الفراغ. وصلنا إلى نقطة حساسة جدًا يتوقف عليها مصير مؤسسة مجلس النواب، ونحن جميعًا معنيون بأن نقدم المساعدة للرئيس بري لإخراج البلد من هذا المأزق الكبير".
وعن الانتخابات الرئاسية قال: "قناعتنا تقول إنه لا يوجد أحد في البلد يريد الفراغ في رئاسة الجمهورية، نريد بأسرع وقت ممكن أن يكون هناك رئيس جمهورية في قصر بعبدا، وأدعو القوى السياسية إلى العمل إلى استعادة هذا الملف من القوى الإقليمية".
وتابع :"سوريا قالت إن ما يقبل به حلفائنا في لبنان سنمضي به، والعديد التقوا مسؤولين إيرانيين وقالوا للجميع إن هذا شأن لبناني داخلي، وفي نهاية المطاف إيران تريد أن يتحقق هذا الاستحقاق. إذًا نحن كفريق سياسي في البلد بالنسبة لفريقنا الإقليمي مرتاحون. البعض حاول أن يربط ملف الرئاسة بالملف النووي، وهذا خطأ لأن إيران ترفض أن يربط ملفها النووي بأي ملف آخر".
واستطرد: "فريقنا يملك القرار الداخلي الوطني وتفويض إقليمي، وهذا ما يجب أن ينجز لدى الفريق الآخر. وبالنسبة لنا نحن ندعم ترشيحًا معينًا ومحددًا وكل العالم تعرفه، وهذا الترشيح يتمتع بأفضل تمثيل مسيحي وأفضل تمثيل وطني، والبعض يقول إنه يجب التخلي عن دعم هذا الترشيح وهذا غير منصف".
وأردف: "أقول للبنانيين وللقوى السياسية اللبنانية، إذا كنتم تنتظرون تغيرات إقليمية فستنتظرون طويلًا، يجب أن يكون الحوار الأساسي مع المرشح الطبيعي الذي يتبناه فريقنا السياسي". وعن أحداث الشمال قال: "من خلال المعطيات والمعلومات والحقائق، أصبح واضحًا حجم ما كان يحضر لطرابلس وللشمال. لا شك بأن الذي تحمل العبء الأول في هذه المواجهة هي مؤسسة الجيش اللبناني، إذ تحمل الجيش الإساءات وواصل عمله وتحمل مسؤولياته ونجح. ونؤكد ثقتنا وإيماننا بأن الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية، تشكل الضمانة الحقيقية لبنان وبقائه، وهو أثبت جدارته في أكثر من تحد خطر، وهو قادر على تحمل هذه المسؤولية عندما تتوفر له الإمكانات المادية".
وقال :"الإنصاف يقول إن العامل الآخر والأساسي جدًا والذي ساهم في تخطي لبنان لهذه المصيبة الكبرى، هو موقف أهل الشمال عمومًا والمرجعيات الدينية والسياسية في الطائفة الإسلامية السنية الكريمة في لبنان. ولو لم يكن هذا الموقف، لأخذت الأمور في الشمال وطرابلس منحى أخر. نقدر عاليا هذا الموقف وهذا السلوك وهذا الأداء".[FirstQuote]
وأكد "نصرالله"، أن حزبه يدعم ترشيح الزعيم المسيحي ميشال عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية، كونه "المرشح الافضل تمثيلًا"، داعيًا خصومه إلى التحاور مع عون لحل الأزمة الرئاسية القائمة في البلاد منذ ثلاثة أشهر.
وتابع: "يجب أن نسجل بأن الدور الأبرز في هذا الموقف هو لتيار المستقبل ولقيادة تيار المستقبل، قد نختلف في كثير من المواقف وفي كثير من التحليلات والتقييمات وأحيانًا قد نصل إلى مرحلة العداء، لكن أخلاقنا تقول إنه عندما يكون هناك موقف صحيح وشريف، يجب أن نشكره ونقدره بمعزل عن كل الخلافات بيننا. في هذا السياق وجهت دعوات إلى الحوار في وسائل الإعلام، إذا أردنا أن نحيد البلد ونحصن البلد يجب ان نتحاور مع بعض.
ونحن خلال الاسابيع الماضية، قامت جهات حليفة وجهات صديقة بالتحدث معنا، وقالوا: أما آن الأوان لحوار بين المستقبل وحزب الله؟، وقلنا أن لا مانع لدينا. وأعلن من هذا الموقع، أننا مستعدون لهذا الحوار وجاهزون له، وهذا الموضوع قيد المتابعة. نحن مع كل دعم يقدم للجيش اللبناني، في هذا السياق كانت الهبة الإيرانية، وخلال كل المدة الماضية كان يقال أن إيران لم تقدم شيئا ولم تساعد، لذلك أتى وفد إيران وقدم الهبة التي ستكون بوابة لهبات إيرانية مستمرة. هذه الهبة غير مشروطة، إيران تريد أن تساعد ونحن كفريق لبناني نقول: إننا لا نريد أن نحرج أحدًا وفيها مصلحة للبنان".
وعن ملف العسكريين قال "نصرالله": "نحن كحزب الله نظرًا لخصوصيتنا ووجودنا في سوريا، نفضل أن لا نقارب هذا الموضوع إعلاميًا، هذه القضية في عقلنا وقلبنا، الحكومة اللبنانية تتابع هذه المسألة بجد وهي مسألة معقدة، وأدعو أهالي العسكريين إلى مزيد من الصبر وإلى مزيد من الدعم للحكومة، لأنه في مسألة معقدة من هذا النوع نحتاج إلى التكاتف والتعاون. كما أدعو الحكومة ألا تغفل الملفات الحياتية والاجتماعية للناس، فالجهة الوحيدة القادرة والمعنية بمعالجة هذه الملفت هي الحكومة والدولة فقط لا غير". وفق الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وعن الأوضاع الإقليمية قال:" نسمع دائمًا أن في دول المنطقة صراعات كبيرة وخطيرة وتحديات وأخطار، وأن هناك بلدات تدمر، ويقولون إن هذا الصراع سني شيعي، هذا خطأ كبير يرتكب بحق المنطقة وما يحصل فيها. هناك خطأ في فهم وتشخيص الصراعات وهذا ما يعقد الحل. ما يحصل الآن في المنطقة مصيري، ولا أحد يمكن ان يقول ان ما يجري في المنطقة لا يعنيه، هناك خطر كبير على كل المنطقة. ألا يستحق هذا الخطر ان ننظر إلى أسبابه؟".
وتابع: "الصراع في ليبيا يعكس صراع محورين إقليميين وليس صراعًا بين السنة والشيعة، هناك محور تركي - قطري يدعم الجبهة في ليبيا، ومحور إماراتي سعودي يدعم جبهة أخرى. في سوريا، هل صراع جبهة النصرة مع باقي الجماعات المسلحة في سوريا صراع سني شيعي، هل المعركة في كوباني هي صراع سني شيعي؟ وهل استهداف المسيحيين في العراق وسوريا إلى حد الابادة، له علاقة بالصراع السني الشيعي. هل استهداف بقية الاقليات له علاقة بالصراع السني الشيعي؟
وتوجه إلى الشيعة قائلًا: "معركتنا هي مع التكفيريين الذين يريدون سحق الجميع ومع إسرائيل، وليست مع الطائفة السنية، يجب ألا نقبل بهذا وألا نتصرف على هذا الأساس. وعداء التكفيريين ليس فقط للشيعة، وإنما لكل ما عداهم ومن عاداهم. وهناك دول تسعى لتقديم الصراع على أنه مذهبي لتستقطب أتباع مذهب معين ضد الآخر".
وتوجه إلى المسيحيين بالقول :"الكل في دارة الاستهداف وعلى الكل أن يتحلى بالوعي وأن يتحمل المسؤولية، وعلى المسيحي ألا يقول أن ما يحصل لا يعنيه. وختم نصرالله: "اليوم يوم الفداء والعطاء بلا حدود، يوم الإخلاص والوفاء والثبات والعزم والشوق، غدًا يوم اللهفة ويوم الدم المسفوك، يوم الدمعة الساكبة والغصة الدائمة، لكنه أيضًا يوم الحماس والإلهام، غدًا يطل أبوعبدالله الحسين عليه السلام على العالم من جديد وهو يخوض معركة الدفاع عن إسلام جده محمد، وعن الأمة ووجودها وكرامتها ليطلق نداءه الخالد".
ودعا إلى "المشاركة الكثيفة في إحياء مراسم العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية لبيروت غدًا، وقال: "لنجدد للحسين عهدنا وثقنا بأننا معه ولن نتركه مهما حصل. غدًا سنثبت للعالم وللحسين في عليائه أننا فوق التهديد وفوق الإخطار وفوق التحدي".