من "الجواب" إلى "فيس بوك".. هكذا يحتفظ التاريخ بكلام الشهداء
قصص وحكايات كثيرة تحملها ذاكرة التاريخ عن حياة جنود القوات المسلحة في أوقات الحروب والأزمات، ففي الوقت الذي تحكي فيه المؤلفات التاريخية والأعمال الدرامية، استخدم الجنود قديمًا الخطابات المكتوبة باليد، بينما تقوم مواقع التواصل الاجتماعي حاليًا بهذا الدور في توثيق مأثورات الجنود قبل عمليات استشهادهم.
وصايا ومراسلات، تركها شهداء حربي 1967 و1973، وبينهما حرب الاستنزاف، بواسطة مخطوطات كتبوها بأيديهم، و"جوابات" الشهداء التي سطروا فيها كلماتهم الأخيرة، جاء اليوم "فيس بوك" و"تويتر" ليحل محلها.
خواطر ووصايا الشهداء، كانت تصل إلى أهاليهم ومحبيهم فقط ولهم حرية الكشف عنها أو الاحتفاظ بسريتها لأنفسهم، لكن اليوم أصبحت مأثورات شهداء القوات المسلحة على يد الإرهاب الغادر منشورًا متاحًا للجميع، و"البوستات" الأخيرةـ التي كتبها شهداء حوادث الإرهاب، تم كشفها وتناولها في وسائل الإعلام قبل دفن جثمان كاتبها.
من "الجواب" إلى "البوست".. هكذا تطورت وسيلة حفظ مأثورات شهداء القوات المسلحة في الحروب قديمًا والعمليات الإرهابية حديثًا، يقول أشرف العمدة، ابن عم أحد شهداء الإرهاب بسيناء، إن التطور التكنولوجي لعب دورًا مهمًا في هذا التطور، مضيفًا أن كل الجنود متعلمين وحاصلين على مؤهلات عليا ويجيدون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
"كل الكلام اللي كتبوه في الساعات الأخيرة قبل وفاتهم بيأكد على إيمانهم ووطنيتهم زي ما كانوا الجنود بيكتبوا وصاياهم قبل الحرب زمان".. هكذا يصف ابن عم أحد الشهداء، جنود القوات المسلحة، ومفرقًا بين كلام خطابات الجنود قديمًا وكلامهم حاليًا على فيس بوك وتويتر، قال: "زمان كانوا بيعملوا الجوابات لأهلهم وأصحابهم، ودلوقتي بيكتبوا في الفيس بوك وكل الناس تشوف".