التفويض.. من الشعب "ثقة" ومن المسؤولين "تكليف"
اليوم: الجمعة.. التاريخ: 26 يوليو 2013.. مسيرات جرارة وجحافل بشرية هادرة هبطت إلى الشوارع والميادين، فوق الأيادي ترتفع صور المشير عبد الفتاح السيسي وسط هتافات مناهضة للعنف والإرهاب، كرنفال شعب مصر لتفويض -وزير الدفاع وقتها- بمحاربة الإرهاب، أصبح مصطلحا يستمد منه – وهو رئيسا- سلطة تكليف المسؤولين باختصاصاته.
خروج المصريين وإقرارهم بتفويض الجيش والشرطة لمحاربة الإرهاب استجابة لخطاب السيسي يوم 24 يوليو 2013، قرار مصدره ثقة الشعب في المشير السيسي، هذه المصداقية تحولت لدى السيسي إلى تكليفات.. ألقى بها إلى المسؤولين فيما يتعلق باختصاصاته الرئاسية، حيث فوض السيسي وزير الدفاع في اختصاصات التعبئة العامة وتوفير احتياجات القوات المسلحة البشرية والمادية من القطاع المدني، وكذلك إصدار قرارات بكل أو بعض التدابير اللازمة للمجهود الحربي أو لمواجهة الكوارث أو الأزمات، من المسؤوليات التي خلعها السيسي عن عاتقه وألقى بها إلى رئيس الحكومة.. قراره بتفويض المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، اختصاصات الرئيس بشأن حالة الطوارئ.
"ومازال التفويض مستمرا".. إقبال الرئيس السيسي على ترك بعض اختصاصاته لصالح مسؤولين في الحكومة.. يحمل اختيارهم للقيام بمهام وأعباء إضافية مسؤولة، دكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يذهب إلى تأييد تفويضات السيسي كبرهان على عدم الرغبة في الاستئثار بالسلطة "مش كل حاجة فى البلد بيعملها الرئيس لوحده"، "دراج" يؤكد أن تفويض الشعب للسيسي بمحاربة الإرهاب يختلف عن تفويضاته للوزراء ورئيس الحكومة والمسؤولين.. قائلا "استجابة الناس له حطت في رقبته أمانة لكن اللي بيعمله فيما يتعلق باختصاصاته دي تكليفات رسمية"- وفقا له، أستاذ السياسة يصف تفويضات الرئيس بتسهيل وتوزيع مهام الإدارة.