أهالى «قرية السرطان» يكذبون «القابضة للمياه»: لجنة التحقيق لم تأت
هاجم أهالى «مشلة»، قرية الطفل المريض «أحمد ياسر المسيرى»، الذى قابل الرئيس عبدالفتاح السيسى، الشركة القابضة للمياه والشرب والصرف الصحى، واتهموها بالكذب، منتقدين تصريحات العميد محيى الصيرفى، المتحدث باسم الشركة، التى قال فيها إن مياه الشركة نظيفة ومطابقة للمواصفات القياسية وصالحة للشرب، مؤكدين أن المياه تنزل من الصنابير صفراء اللون ولها رائحة كريهة.[FirstQuote]
كان العميد «الصيرفى» قال فى تصريح لإحدى القنوات الفضائية، أمس الأول، إن لجنة من الشركة توجهت لقرية «مشلة»، وأخذت عينات من المياه، وإن العينات كانت مطابقة للمواصفات وصالحة للشرب.
وأضاف أن الشركة تفاجأت بأن أهالى القرية لا يستخدمون مياهاً للشرب وإنما لباقى الأغراض الشخصية الأخرى، ويستخدمون مياهاً تابعة للجمعية الشرعية لتناولها، ومع أخذ عينة منها اكتشفت الشركة أن مصدر تلك المياه بئر أسفل المنازل، والقرية خارج خدمة الصرف الصحى، وبالتالى فإن مياه تلك الجمعية ملوثة، وليس بها مادة الكلور التى تطهر المياه.
وأوضح أن القرية أدرجت فى خدمة الصرف، مشيراً إلى أن الجمعية تبيع لأهالى القرية الـ20 لتراً من المياه بجنيه، بينما تبيع الشركة القابضة للمياه لهم الألف لتر بـ23 قرشاً، لافتاً إلى أن الجمعية تبيع تلك المياه لهم فى «جراكن زيت المواتير».
ورد أيمن المسيرى، أحد أهالى القرية، التى عرفت إعلامياً بـ«قرية السرطان»، على تصريحات العميد «الصيرفى»، قائلاً: ما قاله ليس حقيقياً، ولم تصل أى لجان من شركة مياه الشرب والصرف الصحى للقرية لأخذ عينات من محطة المياه ومنازل الأهالى.
وأضاف أن تصريحات «الصيرفى» التى قال فيها إن هناك تعليمات بإلقاء مخلفات الصرف الخاصة بالقرية فى أقرب مكان مخصص لذلك، غير واقعية، وبها استخفاف بمعاناتهم، مشيراً إلى أن أقرب مكان لإلقاء مخلفات الصرف الصحى يبعد عنهم 25 كيلومتراً، كما أن مديرية البيئة تحرر محاضر ضد أصحاب جرارات الكسح؛ لأنها تعمل بدون ترخيص وغير مسموح لها بإلقاء المخلفات الصحية أو نقلها.
والتقط «النادى قلقيلة»، أحد سكان القرية، خيط الحديث، قائلاً: أثناء فتحى صنبور المياه بمنزلى «اليوم الجمعة» نزلت المياه كالعادة صفراء اللون ورائحتها كريهة، فكيف خرج علينا المسئولون بالأمس ليقولوا إنها نظيفة، ويكذبون ما نراه ونشمه؟
وشدد «قلقيلة» على ضرورة تدخل مجلس الوزراء وتشكيل لجنة محايدة لتحليل مياه القرية، ومحاسبة المسئولين المقصرين، مشيراً إلى أن مياه الشرب تسببت فى إصابة عشرات الأهالى بالفشل الكلوى والكبدى والسرطان، وذلك بسبب اختلاطها بمخلفات صناعية وكيماوية، نتيجة إلقاء مياه الصرف الصحى والصناعى قرب مأخذ محطة المياه بـ«فرع رشيد».
وأوضح أن الأهالى يضطرون لشراء المياه من محطات التنقية الموجودة فى المساجد التابعة للجمعية الشرعية، التى أقيمت بتبرعات أهلية، وتخضع للتحاليل بصفة شهرية من لجنة من كلية العلوم بجامعتى طنطا وعين شمس.
وأضاف: مياه المحطات الأهلية ليست ملوثة، ولا تباع داخل جراكن زيت، كما يدعى «الصيرفى»، والجنيه الذى ندفعه ليس مقابل المياه، ولكن لضمان استمرارية أعمال الصيانة ودفع رواتب العاملين بالمحطة.