الحوار الوطني يبدأ في ليبيا بين مجلس النواب والإسلاميين المقاطعين
يبدأ مساء اليوم وفد يمثل مجلس النواب الليبى، جلسة حوار مع نواب معارضين قاطعوا الجلسات منذ انعقاد البرلمان، بوساطة من الأمم المتحدة، فى محاولة لوقف تصاعد العنف فى ليبيا الذى امتد لأشهر. وفى اتصال لـ«الوطن»، قال الناطق باسم مجلس النواب الليبى فرج بوهاشم إن «جلسة الحوار ستنعقد فى مدينة غدامس، القريبة من الحدود الجزائرية جنوب البلاد، ويمثل فيها مجلس النواب بـ15 عضواً، يلتقون مع النواب المقاطعين الذين ثبت من خلال محاولات الحوار السابقة أنهم ممن يدّعون أنهم إسلاميون، لربما يعلون مصلحة الوطن ويستجيبون لندائه».
وأضاف: «لم نتعرّض لأى ضغوط للجلوس معهم ونحن نريد أن نسمع وجهة نظرهم، والمقاطعون أتوا للجلوس معنا بعد أن أصبح الرأى العام العالمى كله لا يعترف إلا بشرعية مجلس النواب الليبى». وأكد «بوهاشم» أنه لا حوار مع الميليشيات الإرهابية، قائلاً: «الحوار فقط مع النواب المقاطعين، لكن من الممكن إعطاء فرصة للميليشيات لترك سلاحها ومغادرة المدن، مقابل وقف إطلاق النار».
وتسيطر الميليشيات الإسلامية على العاصمة الليبية «طرابلس» ورفضت الاعتراف بشرعية مجلس النواب المنتخب، بعد أن فقدت الغالبية فيه، وأعادت المؤتمر المنتهية ولايته وشكلت حكومة موازية. وقبل اللقاء عقد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون سلسلة من الاجتماعات مع أعضاء مجلس النواب الليبى فى طبرق والأعضاء المقاطعين فى طرابلس، أمس، تمهيداً لحوار «غدامس».
فى سياق متصل، قال القائد الميدانى بعملية «كرامة ليبيا» أشرف الميار الحاسى، اليوم، إن «جماعة أنصار الشريعة ومجلس ثوار بنغازى والمسلحين المحسوبين على الإخوان يقاتلون لحساب تنظيم داعش المتطرف». ووصف القيادى بالعملية التى يخوضها الجيش الوطنى الليبى ضد الميليشيات، الجماعات المتطرفة فى شرق ليبيا بأنهم «خوارج الإخوان وداعش»، قائلاً إن «ما يقومون به لا يمت إلى الإسلام بصلة».
وقال «الحاسى»، فى حديث لشبكة «سكاى نيوز» الإخبارية، إن «هؤلاء يتبعون مرشديهم فى مصر والقرضاوى ومفتى ليبيا الصادق الغريانى»، متهماً الحكومة السابقة فى ليبيا بـ«دعم وتمويل تلك الجماعات»، مؤكداً أن دعمهم يتم خارجياً من دول عدة، لكن بالأساس من السودان وقطر وتركيا.
وأضاف أن «رتلاً من السيارات المحمّلة بالمسلحين دخل من الحدود السودانية باتجاه مدينة الكفرة لدعم الميليشيات المتشددة الخارجة عن القانون». وأضاف أن «السودان أدخلت رتلاً من السيارات محملاً بمقاتلين من اليمن، وهم موجودون الآن بين الحدود السودانية ومدينة الكفرة». واتهم «الحاسى» الخرطوم بدعم المسلحين المتطرفين واستخدام مطارات سرت ومعيتيقة ومصراتة الليبية فى عملية تزويد الجماعات المتشددة بالسلاح.
واتهم «داعش» فى ليبيا بأنهم «يقومون بجلب المقاتلين من الفرنسيين والإيطاليين وغرس السم فى هؤلاء المهاجرين»، مشيراً إلى أنهم «يريدون غزو جنوب أوروبا» من ليبيا. وقال «الحاشى» إن «من ينتمون إلى (القاعدة) يقيمون معسكرات فى المنطقة المحازية لجبل العوينات لتدريب مقاتلين يستهدفون مصر».
من جانبه، دعا وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، أمس، إلى «تجفيف منابع تمويل تنظيم الإخوان المسلمين فى ليبيا»، قائلاً إنه «لا بد من تجفيف منابع تمويل الإخوان هناك، من خلال عقوبات يقرها مجلس الأمن».
فى سياق آخر، ارتفع عدد قتلى اشتباكات قبيلتى أولاد سليمان والقذاذفة، التى بدأت أمس، بمنطقة المنشية فى مدينة «سبها»، إلى 5 قتلى، و10 مصابين، بعد مقتل ضابط يتبع قبيلة القذاذفة.