خبراء إعلام: خطاب الرئيس اتسم بالشمول والقوة والاتزان
حلل خبراء الإعلام خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفين كلمته بأنها اتسمت بالشمول والقوة والاتزان، حيث نقلت عدة رسائل لحلفاء مصر وأعدائها سواء فى محيطها الإقليمى أو الدولى، كما أكدت عودة مصر لدورها الريادى بالمنطقة، وكشفت للعالم أجمع عن سعى الدولة نحو التنمية الشاملة، ومحاربة الإرهاب دون تدخل فى شئون دول الجوار. وقالت الدكتورة جيهان يسرى، وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن كلمة الرئيس السيسى اتسمت بالشمول، والعمومية، والقوة، وهو ما ظهر منذ اللحظة الأولى لدخول الرئيس إلى القاعة التى ألقى بها كلمته، وما شهدته القاعة من «عاصفة تصفيق»، على حد وصفها، ثم جلسة الرئيس التى تدل على ثقته الكاملة بذاته.
أضافت «يسرى» أن كلمة الرئيس تم الإعداد لها بشكل «جيد جداً»، لأنها اتسمت بالدبلوماسية والوضوح فى الوقت نفسه، وهو ما ظهر فى تأكيده أننا لا نسعى للتدخل فى الشأن الداخلى لأى دولة عربية، والتأكيد على دعم إقامة دولة فلسطين، كما ظهر الحسم خلال تأكيد الرئيس أن مصر دولة ديمقراطية مستقلة تحترم القضاء. وتابعت: حملت كلمة الرئيس السيسى لفتات إنسانية فى ترديده لعبارة «تحيا مصر»، وترديده لعبارات مثل «الشعب المصرى يصر على التقدم، والشعب المصرى يسعى للأمام»، وهو ما يؤكد أن الرئيس يضع الشعب المصرى نصب عينيه قبل اتخاذ أى قرار، وإنكاره لذاته؛ فلم يقل عبارات «فعلت أو قررت»، بل استهل عباراته «الشعب قال أو قرر»، كما نفت تلك العبارات ما حاول الإخوان نشره خلال السنة الماضية عن أن ما حدث فى ثورة 30 يونيو هو انقلاب عسكرى وليس ثورة.
ولفتت «يسرى» إلى أن الخطاب حمل رسائل رمزية ضمنية للولايات المتحدة دون التصريح بها، حيث أكد الخطاب موقفنا من كافة القضايا العربية ومما يسمى بتنظيم «داعش»، والجماعات الإسلامية المتطرفة، كما أجاب عن الأسئلة التى يسألها الغرب عن حقيقة ما حدث فى مصر فى 30 يونيو.
وتابعت: «كان السيسى ذكياً فى عبارة أننا نهدى إلى العالم قناة السويس الجديدة، ولم يقل إنه دشن مشروعاً للتنمية، وهو ما نقل صورة (مصر الجديدة) التى نتمناها جميعاً بعيداً عن الحروب والصراعات التى تدور فى المنطقة، وأننا نسعى للتنمية وليس للحروب بالفعل وليس بالكلام».
واستطردت: «أجاب الخطاب عن كافة الأسئلة التى تدور فى ذهن المواطن المصرى والعربى بطريقة مفهومة وسهلة الصياغة، وهو ما أظهر أن الكلمة أعدت جيداً، كما أعدت الرحلة بكاملها بطريقة أكثر من الممتازة، وهو ما نحيى عليه وزارة الخارجية».
من جانبه، أكد الدكتور فاروق أبوزيد، عميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن الخطاب كان مشرفاً لمصر، وكان خطاباً متزناً وقوياً ومفهوماً ويعبر عن السياسة المصرية، ولم يكن ذلك فى الخطاب فقط، بل منذ اللحظة الأولى لوصول الرئيس لأمريكا، وهو ما أفشل مخططات الإخوان لإفساد كلمة الرئيس، كما أكدت شعبية وشرعية النظام الحالى، وأنه جاء لتصحيح أوضاع خاطئة نتجت عن وصول جماعة إرهابية للحكم، وهو ما رفضه الشعب وثار ضدها.
أضاف «أبوزيد»: «ركز الرئيس فى كلمته على موقف مصر الواضح من مختلف القضايا، وأكد تركيز الدولة على التنمية ومواجهة الإرهاب فى الوقت الذى وقف العالم ضد حربنا فى مواجهة الإرهاب على مدار عام كامل، كما نقلت كلمة الرئيس أمام الجمعية العمومية وأمام قمة المناخ رسائل عدة منها أن مصر عادت لريادة العالم العربى والدليل إلقاء رئيسها لكلمة العالم العربى أمام مؤتمر المناخ، وأن شعبها ملتزم بالديمقراطية وحقوق الإنسان والدفاع عن حق الشعب الفلسطينى، وأن مصر تواجه وستظل تحارب الإرهاب».