"آخر كلام" يسري فودة: نحمد الله أن ألهمنا مرجعية الضمير والوطن.. وحان وقت الراحة

كتب: أحمد عنتر

"آخر كلام" يسري فودة: نحمد الله أن ألهمنا مرجعية الضمير والوطن.. وحان وقت الراحة

"آخر كلام" يسري فودة: نحمد الله أن ألهمنا مرجعية الضمير والوطن.. وحان وقت الراحة

كالعادة، يفاجئ متابعيه بمقدمة باهرة الكلمات، إلا أنه هذه المرة يتلو عليهم مقدمة تحمل من مفردات الوداع، أكثر مما تتحمل قلوب محبيه.. يسري فودة، أراد بمقدمته الأخيرة في برنامجه "آخر كلام" على قناة "أون تي في"، أن يلقي "آخر كلام" ينهي به حقبته التليفزيونية الحالية. "رمى حجرا وأمعن ثم ولّى، ولم يترك دليلاً أو محلا، وعاذ بما تبقى من حياءِ، و شكّل يومه ثم استقلا، وقال: أموت، أموت، لكن لست أحني على كتف الزمان الرأس ذلا".. بهذه الكلمات بدأ فودة مقدمة النهاية في برنامجه، مضيفا: "لأن الموت لوّن كل شيء، وألقى بين أعظمنا عروقه، لأن اللون في دمنا ضبابٌ، لأنا نحن أخطأنا طريقهْ، لأن العمر يأتي عند يومِ ويعلن بين أيدينا مروقه، أرد إلى العيون شعاع أمسى، و ألقي في حُميّاها بريقهْ، ومن جسدي النحيل أشد جسرا لكل العابرين إلى الحقيقة". وتابع: "فيا وطني رأيتك في التقاء الرأس هلكٓى بالحوائط، رأيتك في عيون القطة الجوعى تغالط، رأيتك في اصفرار الماء في سلخ المشيمة، رأيتك في احمرار الأفق في وجه الحدود، رأيتك في انتشاري في السدود، رأيتك حين ينكشف الغطاء عن الصباح، ووجهك مستباح.. رأيتك حين أخلع ياقتي خلف المشابك، وحين تحط في صدري مناقير السنابك، رأيتك في انتفاخ العِرق في كتف الأجير، ووجهك يستجير". وواصل: "طيب الله أوقاتكم و أهلاً بكم إلى آخر حلقة من (آخر كلام).. كانت قناة (أون تي في) تحبو واعدة، عندما انطلقت أول حلقة من هذا البرنامج عام ألفين وتسعة، في ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا، ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، خمس سنوات بالتمام والكمال، عشنا فيها آلام وطن كبير وآماله، حاولنا في خلالها جاهدين أن يكون ولاؤنا دائما للحق وللحقيقة، من منظورك أنت، لا من منظور سلطةٍ و لا جاه ولا مال، آمنا بأن طريقنا إلى احترام أذهانكم هو المعلومة المجردة والرقابة على السلطة، أي سلطة من أي نوع، بكل جرأةٍ و بكل احترام في آن واحد". وتابع "أخطأنا أحياناً؟ نعم، وجل من لا يخطئ، لكننا نحمد الله أن ثبّت على الحق خطانا حين كان لقولة الحق ثمن، ونحمده أن ألهمنا مرجعية الضمير والوطن، ونحمده من بعد ذلك أن سخّر منا جسرا لمن اجتهد، و ملجأً لمن ظُلم، ومنبرا لمن لم يكن لديه منبر.. تقاسمنا معكم لحظاتٍ من أصعب اللحظات، ومن أجمل اللحظات في آنٍ معا، و لا نمن على أحد بأننا تحمّلنا في لحظاتٍ ما لا طاقةَ لنا به". واختتم: "الآن يستريح هذا البرنامج بين أيديكم وبين أيدي قطعة غالية من تاريخ هذا الوطن، ومن مسيرة الإعلام في هذا الوطن، اسمحوا لي في هذه المناسبة، أن أشكركم على وقتكم وعلى ثقتكم، وأن ألتمس العذر من كل من وجدنا في أي لحظة دون مستوى توقعاته، إرضاء الناس، كل الناس، غايةٌ من المستحيل، واحترامنا لكل عادلٍ محبٍّ لهذا الوطن، مؤمن بدولة القانون لا يمكن أن يتأثر باختلافٍ في الرأي، ولا يمكن أن يتبدل".