البحرين.. "ترمومتر" الصراع الإيراني - الخليجي يواجه أزمة بين الحكومة والمعارضة
تشتعل وتيرة الأحداث في البحرين تارة، وتهدأ تارة أخرى، في ظل صراع إقليمي يؤثر في مشهد سياسي مضطرب بين الحكومة والمعارضة منذ يناير الماضي.
البحرين، التي استقلت في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، تُمثل نقطة فاصلة في الصراع "الإيراني ـ الخليجي" الذي تغذيه خلفيات تاريخية ونعرات عرقية ومصالح سياسية متشابكة، جعلت دول الخليج العربي في حالة تحفز لمعركة شرسة مع إيران.
الصراع السياسي في البحرين وصل إلى طريق مسدود في أكثر من مرة، دفعت المعارضة للجوء إلى الحشد الجماهيري في الشوارع للضغط على الحكومة البحرينية، وأدى إلى تدخل قوات "سعودية ـ إماراتية" تحت غطاء من درع الجزيرة لمساندة الحكومة في احتجاجات يناير 2011.
تُعد البحرين "الترمومتر الفعلي" لقياس حدة الصراع "الإيراني- الخليجي"، وفشلت فيها الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الحكومة والمعارضة، ودعت إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في نوفمبر المقبل.
وقال سامح راشد، الباحث في الشؤون الخليجية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن المعارضة البحرينية ليست كيانًا واحدًا وهناك عدة فصائل موالية لإيران بشكل كبير وتساهم في تصعيد سقف الأزمات السياسية وتوسيع مساحة الخلاف بين الحكومة البحرينية والمعارضة، من خلال رفع سقف المطالب عقب اقتراب الطرفين لشبه اتفاق.
وأضاف راشد أن السلطة لم تتحرك بخطوات كافية للاقتراب من معسكر المعارضة لنزع فتيل الأزمة، في ظل وجود قاعدة شعبية تطالب بالإصلاح وبسط مساحة أكبر من الحرية والديمقراطية، لكن هذه الدعاوى لم تجد الصدى الكافي داخل السلطة الحاكمة.
من جانبه، أشار الدكتور مصطفى علوي، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، إلى أن طبيعة الصراع في البحرين تختلف بشكل كبير عن الصراعات الأخرى في المنطقة، لأنه ليس صراعًا تحركه مطالب اقتصادية كبعض النماذج العربية، بل هو صراع قائم على أساس طائفي بين أقلية سنية وأغلبية شيعية تسعى لتغييرات واسعة في بنية الدولة، ما خلق صراعًا مع السلطة الحاكمة منذ 2011.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن هذا النوع من الصراع يأخذ فترة أكبر لكي يصل إلى درجة الانفجار، فالأحداث في البحرين ما زالت تحت مسمى "الاحتجاجات الشعبية" التي لم يرتفع سقف المشاركين فيها وله الخسائر الناتجة عنها وسط حالة وجود وضع اقتصادي جيد يغني المواطن البسيط عن الدخول في المشهد السياسي بكل تعقيداته وملابساته.