"سبتمبر الأسود".. "بركان أمريكي" انفجر في وجه الإرهاب
"سبتمبر الأسود" هكذا ارتبط الشهر، المعروف في الشهور السريانية بشهر"أيلول"، وارتبط بالمعارك في ذاكرة الأمريكيين خلال التاريخ الحديث، فمشاهد الحروب التي دخلتها أمريكا في هذا الشهر، ودفع المواطن الأمريكي فاتورها من دمائه وضرائبه، لم تُمحَ من ذاكرتهم بعد، فـ"الهياج العسكري الأمريكي" يصل ذروته في أواخر أشهر الصيف، خاصة إذا كانت الفريسة المستهدفة تحمل بطاقة "جماعة إرهابية" تهدد الأمن القومي الأمريكي.
الولايات المتحدة التي بدأت حربها الأولى على الإرهاب في سبتمبر 2011 تعود مرة أخرى بعد مرور 13 عامًا لتجدد العهد للحرب على فصيل إرهابي جديد هو تنظيم "داعش" الذي حشد الرئيس الأمريكي بارك أوباما لتوجيه ضربات عسكرية قاصمة للتنظيم الأخطر في منطقة الشرق الأوسط الآن.
في 20 سبتمبر خرج الرئيس الأمريكي السابق، جورج دابليو بوش، ليعلن أمام الكونجرس الأمريكي، في خطاب شهير، بداية الحرب على الإرهاب عقب أحداث 11 سبتمبر التي راح ضحيتها 2973 شخصًا، وفقد 24 آخرين بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين.
شنَّت القوى الأعظم في العالم حربًا شرسة تحت شعار "الحرب الصليبية ضد أعداء أمريكا"، على تنظيم القاعدة في معاقله في أفغانستان في حرب لم تنتصر فيها حتى اليوم عقب مرور 13 عامًا.
وجَّه الإرهاب ضربات موجعة للعسكرية الأمريكية في أكثر من دولة، وفي أكثر من محفل؛ فقدت خلالها أمريكا مليارات الدولارات ولم تجنِ حتى اليوم ثمار حربها الأولى على الإرهاب، فالفخ الأفغاني الذي دخلته أمريكا حيث بلاد الصحاري والجبال والطبيعة القاسية، لم تستطع الإفلات منه بعد.
وفي مارس 2003 دخلت القوات الأمريكية بغداد، رافعة راية الديمقراطية وتخليص العراقيين من "ديكتاتورية" صدام حسين، وبعد أكثر من 10 سنوات تحوَّل العراق إلى بؤرة صراع بين طوائف متعددة ومتصارعة.
والآن، يعود الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ذكرى أحداث 11 من سبتمبر في عام 2014 ليعلن الحرب مجددًا على تنظيم "داعش" ليحشد العالم لسيناريو "حرب عالمية ثالثة" تحت شعار "محاربة الإرهاب".