عاشت السينما.. ماتت السياسة
لسنوات طويلة ظلت العلاقة بين السينما والسياسة تسير فى أكثر من اتجاه، وتتفاوت مستوياتها، ما بين المعارضة الحادة فى أفلام مثل «الإرهاب والكباب» و«طيور الظلام» وحتى «هى فوضى»، أو الدعاية السياسية فى أفلام مثل «جواز بقرار جمهورى»، و«طباخ الرئيس»، وغيرهما، أو متحدثة بلسان حال الجماهير العريضة ترصد معاناتهم وهو المستوى الأكثر شيوعاً، لتظهر السياسة كخيط محورى فى إطار فكرة اجتماعية كما حدث فى أفلام «أهل القمة»، و«الغول»، و«سواق الأوتوبيس»، و«حين ميسرة»، و«صرخة نملة»، وغيرها. مؤخراً وبعد قيام ثورتى يناير ويونيو باتت هناك متغيرات كثيرة على الساحة السياسية تفرض بالضرورة متغيرات مشابهة فى الواقع الثقافى، وبالتالى فى السينما باعتبارها إحدى أبرز أدوات تشكيل الوعى وأكثرها تأثيراً، هذه المتغيرات أثارت داخل الوسط السينمائى العديد من المخاوف الناتجة عن تكهنات باحتمال اختفاء دور السينما فى الساحة السياسية باعتبارها أداة للتوعية والمعارضة والتحريض، ودلّل البعض على ذلك بوجود العديد من المشاريع السينمائية فى مرحلة التنفيذ أو الإعداد، وأغلبها خالٍ تقريباً من السياسة. فى هذا التحقيق نحاول رصد مواضيع الأفلام المقبلة، والحديث مع صناع السينما حول رؤيتهم لمستقبل العلاقة بين السينما والسياسة فى الأيام المقبلة.[FirstQuote]