بالفيديو| بعد 40 سنة ثقافة.. أيام نجيب محفوظ بمقهى "علي بابا" مهددّة بالإزالة
ميدان التحرير، حيث يقبع مقهى "علي بابا" الذي أسسه الحاج صابر علّام عام 1968.. مكان تعوّد أن يجلس فيه الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، فكان يجلس بالدور العلوي "المهدد بالإزالة"، ليتناول قهوة الصباح، ليشاهد القاهرة تصحوا من سُباتها.
وسيرًا على خطاه، كان للمقهى العديد من الزوار، وخاصة لـ"قاعة نجيب محفوظ"، التي يُعقد فيها صالون ثقافي الخميس من كل أسبوع، ليتجمع الأدباء والشعراء والمثقفين لمناقشة أعمالهم أو لكتابة بعضها أو لمناقشة الأوضاع السياسية، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقاعة نجيب محفوظ مهددة بخطر "الإزالة"، رغم وجود تصاريح تخص المقهى والقاعة منذ عام 1976، وتم تجديدها أخيرًا في 2014.
يروي عوض البحري، مدير المقهى الحالي، وعضو اتحاد الكتاب، وشاعر عاميّة، مشكلته مع الحي التي بدأت منذ أربعة أشهر، ويبدأ حكايته بأنه كان زبون للمقهى منذ كان في السابعة عشر من عمره، فكان شغوفًا بالأدب، ومعجبًا بنجيب محفوظ، فلما وصل للإدارة كانت أول قراراته "تحويل الطابق العلوي لقاعة، وتسميتها بإسمه، تمجيدًا له، ومحافظة على التراث، فجمع ما استطاع من كتبه، وأخذ أخرى من تبرعات محبي محفوظ".
عاش البحري وقتًا ممتعًا بين صور محفوظ، والكتب التي جمعها له في مكتبة صغيرة، لمحبي الإطلاع من رواد المقهى، إلى أن جاءه المهندس التنفيذي بالحي، ليبّلغه قرار إزالة القاعة "فقط"، بدون إبداء أسباب واضحة، غير أنه تنفيذ للقانون.
ويقول البحيري: "كلمت ناس كتير عشان ينقذوا الكيان ده، وقالوا خلاص يبقى الحال على ما هو عليه، إلا أن كل شهر تقريبًا، بييجي المهندس التنفيذي عشان يقول إنه عاوز ينفذ القرار، ودي مش أول مرة تحصل، لأن حصل قبل كده، واتهدم جزء من السقف على أساس إن القرار اتنفذ، لكن اتفاجئت أنهم عاوزين يهدوا القاعة تاني، وأنا مش ساكت، أنا رافع قضية، ومقدم المستندات للمحكمة، بس المصيبة إن حكم المحكمة يوم 29 الجاي، وقرار التنفيذ يوم 22، يعني كمان كام يوم".
ولم يتم تعميم الأمر على المقهى ككل، ولكن الجزء الواقع تحت طائلة قرار "الإزالة" هي قاعة نجيب محفوظ، ورغم التراخيص، وتكاتف الحكومة، وقوات قسم الشرطة مع مدير المقهى، إلا أن المهندس التنفيذي المسؤول عن تنفيذ القرار، يرد بجملة "أنا بنفذ القانون".
وبمحاولة من البحيري للحفاظ على القاعة التراثية، يضيف: "حاولت أتكلم معاه وأفهم منه"، قال لي: "أنا اتحولت للتحقيق بسببك وبسبب القاعة دي، ومش هسيبها غير لما أنفذ القانون، وضباط الشرطة اللي واقفين معاك وفي صفك دول، أنا هصورهم، وهقدم فيهم شكوى لأنهم مش شايفين شغلهم كويس".