بالفيديو| الأسعار في الفجالة قبل العام الدراسي.. "نار يا بابا نار"
تصطف الطوابير قبل بدء العام الدراسي بأسابيع قليلة أمام أحد الشوارع المشهورة بتجارة الكتب في مصر لشراء المستلزمات الدراسية من كشاكيل وكراريس وأقلام، وسط إيقاع متسارع يسيطر على المكان، ويزداد الإيقاع سرعة كلما اقتربت بداية العام الدراسي.
"الفجالة" أو منطقة ما بين الكنائس التي كان يسكنها الأرمن قديمًا بالقرب من منطقة رمسيس في قلب القاهرة الممتلئة بالعديد من الكنائس والمدارس القبطية القديمة، شهدت تحولاً كبيرًا في بنيتها السكانية فأصحبت مركزًا لتجارة السيراميك والمستلزمات الصحية، بالإضافة إلى الكتب الدراسية التي تعد تجارة رئيسية في تلك المنطقة منذ سنوات طويلة.
أحمد محمد علي، رجل في منتصف الأربعينات، مكث أكثر من نصف عمره بائعًا للكتب في الفجالة، بدأ نشاطه الخاص في البيع العام الماضي، يرى أن ارتفاع أسعار البنزين كان له أثر كبير على زيادة أسعار الكتب وأيضًا عدم ثبات سعر الدولار الذي أدى لزيادة الأسعار من قبل الموردين، ولكن هذه الزيادة طرأت على المستلزمات الأخرى غير الكشاكيل والكراريس التي احتفظت بنفس أسعار العام الماضي تقريبًا.
يروي الرجل الأربعيني تفاصيل يومه في الفجالة الذي يبدأ من العاشرة صباحًا وحتى الحادية عشرة مساء، حيث تتزايد حركة الناس داخل الشارع بداية من شهر أغسطس وحتى نهاية شهر سبتمبر مع انتهاء "موسم المدارس".
"الأسعار مناسبة وفي متناول الجميع" قالها محمد عبدالوهاب، أب لطفلين في المرحليتن الابتدائية والإعدادية، ويعمل مراقبًا جويًا ويبلغ من العمر 53 عامًا، دفعته الظروف للتجول في شارع الفجالة لشراء بعض المستلزمات الدراسية لطفليه، ويرى أن الأسعار "جيدة" وهناك "إقبال" من المواطنين على الشراء.[FirstQuote]
"أم محمد" اعتادات على شراء المستلزمات الدراسية لأبنائها منذ أكثر من 10 أعوام، اصطحبت إحدى أقاربها وابنتها التي في المرحلة الإعدادية إلى سوق الفجالة، تشكو من الارتفاع المتزايد لأسعار الأدوات الدراسية، قائلة: "علبة الأقلام زادات الضعف عن سعر العام الماضي"، وتساءلت: "هنلاحق على زيادة البنزين ولا زيادة العيش ولا زيادة الكتب الدراسية؟".
علاء عجلان، رجل في أوائل الخمسينيات من العمر، صاحب مكتبة في الفجالة، يعود تاريخها إلى أكثر من 30 عامًا، يرى أن زيادة الأسعار ليست في مجال الكتب والمستلزمات الدراسية فقط بل هي زيادة عامة على معظم المستلزمات الحياتية في ظل تذبذب المستوى الاقتصادي للدولة فهذه الزيادة ستكون طبيعة جدًا وهذا الأمر يدفع المواطن إلى التكيف مع هذه الزيادة بتقليص الاحتياجات والاعتماد على الحوائج الرئيسية للطالب وفقًا لظروفه الاقتصادية، "فالبلد في حالة اقتصادية صعبة والناس لازم تستحمل"، لافتًا إلى أن الدولة الآن تتجه نحو تقليص النفقات، فالقطاع الخاص يعمل على ترشيد نفقاته أو الاستغناء عن العمالة الزائدة.
وقال الرجل الخمسيني إن حركة البيع في الفجالة لا تتوقف فهناك عيد الأم و"الكريسماس" وموسم الصيف، حيث الهدايا وألعاب الأطفال، فالنشاط مستمر طوال العام داخل شارع الفجالة، ولكن يبقى الموسم الدراسي هو الأكثر رواجًا بين هؤلاء المواسم.
"أم رضوى" أم لثلاثة أطفالهم، منهم اثنان في المرحلة الابتدائية، تتردد منذ سنوات طويلة مع بداية موسم الدراسة على الفجالة لشراء مستلزمات أطفالها الدراسية، وترى أن فارق الأسعار هذا العام لم يزد على 15 قرشًا في سعر الكشكول أو الكراسة، مع زيادة واضحة في سعر الجملة تُقدَّر بجنيه واحد فقط، "الأسعار دي بالنسبة لحد عنده كذا عيل هتوفر معاه كتير".
"في استقرار بس غلا ومجاعة ووجع قلب" يرى الرجل الأربعيني الذي اعتاد الجلوس في مكانه في الفجالة منذ 27 عامًا أن العام الماضي شهد تحسنًا ملموسًا في حركة البيع في ظل وجود ثورة في بلد لكن الآن وجدنا الاستقرار ونعاني من غلاء الأسعار.
فالأب الذي لديه 3 أو 4 أطفال يجد صعوبة كبيرة في توفير احتياجاتهم من المستلزمات الدراسية هذا العام، فالسوق هذا العام يعاني من ركود كبير "انت من سنة مكنتش تقف الوقفة دي من كتر الزحمة"، فالمعرض الجديد الذي تم تدشينه في مدينة نصر للكتب الدراسية يلقى رواجًا كبيرًا رغم زيادة الأسعار، والإقبال على الشراء موجود وأصحاب "الفرشة" يحمِّلون على الناس زيادة الأسعار "فأقل فرشة هناك ماتقلش عن 1000 جنيه أو 1500 جنيه وكله بيتحمِّل الناس في الآخر".