انقطاع الكهرباء يقتل سائق في مستشفى أسوان الجامعي
"من الإهمال ما قتل"، عبارة تلخص قصة آخر ضحايا مستشفى أسوان الجامعي، رمضان عبد الحليم إبراهيم، 45 سنة، سائق ومقيم بمحافظة الفيوم، الذى دخل المستشفى إثر تعرضه لحادث مروري على طريق بنبان الغربي، دائرة مركز دراو، بتذكرة دخول تحمل رقم ( 81118/ 26/8/2014 )، مصاباً بنزيف داخلي و ارتشاح، وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي في غرفة العناية المركزة، وتحسنت حالته الصحية نسبياً، الاّ أن انقطاع التيار الكهربائي عن غرفة العناية المركزة لأكثر من 30 دقيقة، أدى إلى توقف أجهزة التنفس الصناعي، وشهدت المستشفى عدة محاولات للاتصال بالمسئول عن الكهرباء بالمنشأة لتشغيل مولد الكهرباء البديل، و بعد فشل محاولات إعادة التيار، بدأ "رمضان" ينازع الموت، وحاول الأطباء إسعافه بالتنفس اليدوي دون جدوى، فتوفى إثر الواقعة.
" الوطن"، حصلت على تقرير مستشفى أسوان الجامعي، موقعاً من قبل الطبيب، عبد الودود محمود أحمد، الذى صمم على كتابة التقرير بحقيقة الواقعة دون تزييف رغم ضغوط إدارة المستشفى، و أفاد التقرير بوفاة المريض إثر انقطاع الكهرباء لمدة تزيد عن نصف ساعة عن غرفة العناية المركزة، و فشل محاولات إسعافه يدوياً ، مما أدى إلى توقف وظائف القلب والتنفس، و أوصى الطبيب في نهاية تقريره بنقل الجثة للمشرحة تحت تصرف النيابة.
مات رمضان وماتت معه قصته، التي أضاعها ذويه حينما أسرعوا بإنهاء إجراءات الدفن بعد أن نصحهم موظفو المستشفى بضرورة عدم اتهام أي مسئول بالإهمال أو التقصير حتى لا يتم احتجاز الجثة بمشرحة أسوان لأيام بغرض تشريحها، وأكدوا لهم أن " إكرام الميت دفنه "، وبالفعل رفض أهل المريض إتهام المسئولين، و استلموا الجثة من مشرحة أسوان العمومية بعد أن عاين الدكتور السيد إبراهيم ، مفتش الصحة بأسوان الجثة، و أفاد في تقريره بأن سبب الوفاة " نزيف حاد بالمخ ولا توجد شبهة جنائية ".
وفى النهاية طالب أهالي أسوان بفتح تحقيق في الواقعة مع مسئولي مستشفى أسوان الجامعي، لمعرفة المتسبب الحقيقي فى انقطاع الكهرباء عن العناية المركزة ، حتى لا تتكرر ويكون هناك ضحايا جدد .