بروفايل | «سيف الإسلام» استراحة مناضل
يرقد بجسده المتعب من معاناة المرض على فراش الموت، يدخل فى غيبوبة صحية، تتأخر صحته يوماً تلو الآخر، فيلتف حوله كل من أحبوه واختلفوا معه، بين تلاميذه وأقاربه وأصدقائه، إلا أن عقله الذى غاب عن الدنيا، ونفسه لا يدركان فى رقدتهما أقرب الناس إليه، فابنه الأكبر ووريث سجنه، خلف قضبان السجن مع أخته الصغرى، والنتيجة، يرحل «أحمد سيف الإسلام» عن عالمنا، فيما يغيّب السجن ابنه وابنته.
«أنا أحمد سيف الإسلام حمد بتاع اليسار»، هكذا يعرف المحامى الحقوقى، ومؤسس مركز هشام مبارك لحقوق الإنسان نفسه للجميع، قبل أن يضيف لاحقاً: «الناس بتعرفنى بجد خالد، وأبوسناء ومنى وعلاء، وجوز ليلى سويف».
أورث «سيف الإسلام» السجن لولده علاء، الذى يقضى عقوبة بالسجن 15 سنة فى قضية التظاهر أمام مجلس الشورى فى نوفمبر الماضى، يشعر الأب بالذنب حيال الابن الذى ولد حين كان الأب معتقلاً على خلفية قضية سياسية، الأمر الذى دفعه إلى توجيه رسالة اعتذار لولده أثناء مؤتمر صحفى عقد بنقابة الصحفيين فى يناير الماضى، قال له فيها: «عذراً يا ابنى، عذراً لهذا الجيل، كنا نحلم ونطمح أن نورثكم مجتمعاً ديمقراطياً يحافظ على كرامة الإنسان، للأسف ورثتك الزنازين اللى دخلتها».
اعتقل «أحمد سيف الإسلام» أكثر من مرة، كانت أولاها عام 1972، إثر مظاهرات الطلبة من أجل تحرير سيناء، إلا أن أطول فترة قضاها «سيف» فى السجن، كانت عام 1983، حينما قضى 5 سنوات فى سجن القلعة، والتى استغلها فى الحصول على ليسانس الحقوق، وهى الفترة التى كانت سبباً فى حرمانه من رؤيته ابنته الوسطى «منى» وقت ولادتها.
قضى «سيف الإسلام» صاحب الـ63 عاماً، عمره فى الدفاع عن المظلومين وأصحاب الرأى وقضايا التعذيب فى السجون، فكانت أقرب القضايا التى كان يعتز بالدفاع فيها، ضمن فريق يضم 20 محامياً فى الدفاع عام 2008 عن 49 شخصاً ممن حوكموا أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ فى طنطا، بتهمة الاشتراك فى الاحتجاجات الشعبية، التى خرجت فى 6 أبريل 2008 تضامناً مع حركة عمال غزل المحلة.
عشية وفاته، خرجت زوجته ورفيقة كفاحه، الدكتورة ليلى سويف، من غرفته بمستشفى المنيل التخصصى، محاولة رسم ابتسامة على وجهها، لكن ابتسامتها جاءت ممزوجة بالحزن، تشرد الأستاذة المناضلة قليلاً، وكأن شريط الذكريات يدور أمام عينيها، تدرك أن الوقت قد حان ليستريح الجسد المتعب.
لا يمر وقت طويل حتى يخرج بيان الأسرة عصر أمس الأول ليعلن وفاة سيف الإسلام، بعد معاناة طويلة مع المرض، لتبقى روحه عالقة بين محبيه وتلاميذه، الذين أوصاهم «ممكن نبقى أضعف من أن نواجه موجة القمع، لكن لن نسمح بأن يستخدم اسمنا فى تبرير موجة القمع، إوعوا تسمحوا لحد يجرفكوا من إنسانيتكم».
تغطية خاصة
أسرة "سيف الإسلام".. إنها حقا عائلة مناضلة
حملة إلكترونية للمطالبة بحضور علاء عبد الفتاح جنازة "سيف الإسلام"
بروفايل | «سيف الإسلام» استراحة مناضل
"الشباب الليبرالي" ينعى "سيف الإسلام": عاش مهرولا وراء الحرية
كارلوس لاتوف ينعى أحمد سيف الإسلام بطريقته الخاصة
يسري فودة ناعيا "سيف الإسلام": في ذمة الله من رحل عنا جسدا وبقي بيننا روحا
"زارع": "الداخلية" ستسمح لنجلي "سيف الإسلام" بحضور جنازته
فقيه قانوني: القانون يسمح بخروج "علاء" و"سناء" لحضور جنازة "سيف الإسلام"
نجل المعزول يقترح إنشاء مركز حقوقي يحمل اسم الراحل "أحمد سيف الإسلام"
"الكرامة" ينعى "سيف الإسلام: خاض كل القضايا الوطنية
المنظمة المصرية تنعي "سيف الإسلام" وتصفه بـ"نصير الضعفاء"
"6 أبريل" تنعى "سيف الإسلام": "توفى سند المظلومين"
النجار ناعيًا سيف الإسلام: "إنا لله وإنا إليه راجعون"
"الدفاع عن المظلومين" تنعى سيف الإسلام: عاش مناصرا للحقوق والحريات
بروفايل| أحمد سيف الإسلام .. "مات المناضل المثال"