فى 2009 كتبت بـ«المصرى اليوم» تحت عنوان «الفريق شفيق وزيراً للزراعة»، بعد أن دمر أمين أباظة زراعة القطن وقال: «انسوا القطن.. دا موضة قديمة زى الطرابيش الحمرا».. وكمان قال عن القمح: «شرا العبد ولا تربيته»..
فى نفس التوقيت كانت أعمال الفريق شفيق فى مجال الطيران تتحدث عن نفسها.. لأنه يملك رؤية، فوضع لها السياسات، والبرامج، والآليات.. وحقق الهدف.. لأنه «مدير ناجح»، ولهذا كتبت وقتها أطالب به وزيراً للزراعة.. وقلت إنه طالما حقق المطلوب فى الطيران، فقطعاً سينجح فى إنقاذ الزراعة والمزارعين.. فالناجح ينجح فى أى موقع.. والفاشل فاشل فى كل حاجة.
واليوم ثبت بالقطع وهذا رأيى المعلن فى السيد منير فخرى أنه كما فشل فى السياحة ولم نسمع عن إنجاز واحد، أو أى حاجة تدل على عبقرية أو ابتكار.. فسوف يفشل فى التجارة والصناعة والحمد لله إنه ساب الاستثمار.
والدليل: إننا سمعنا عن مجهودات ونجاحات لوزير الأوقاف، ورفعنا القبعة لوزير التموين، وأشدنا بوزير النقل الذى حدد الهدف وتاريخ التحقيق للطرق والمحاور والإقليمى الجديد، ونسمع عن مجهودات وزير الإسكان والعاصمة الجديدة والساحل الشمالى و.. وهناك وزراء ومحافظون يحققون نجاحات على الأرض، ولا يتسع المكان لتحيتهم..
أما السيد منير، مع كل احترامى لشخصه، فلم نسمع له أو عنه أى سياسات أو أهداف فى الصناعة، فالمصانع المغلقة ما زالت، وبقى كل شىء على ما هو عليه، باستثناء مقابلات ولقاءات مع الكبار لحل مشاكلهم التقليدية.. لم نسمع عن رؤية أو استراتيجية للصناعة فى مصر.. لم نخرج منه بأى تصريحات تطمئن الناس على الصناعات الصغيرة - التصنيع الزراعى.. ولا حس ولا خبر.. أما فى التجارة فأكبر دليل على فشله، هو ما يحدث الآن من ارتباك ولا مبالاة بالفرصة الذهبية التى منحها بوتين للسيسى.. بأن روسيا ستعتمد على مصر فى المواد الغذائية والحاصلات الزراعية والتى كانت تستوردها من أوروبا وغيرها قبل الحظر بقيمة 15 مليار يورو، ولمصر 30٪ من مساحة الأسواق، يعنى 5 مليارات يورو..
والسيد وزير التجارة لسه هيروح موسكو 16 سبتمبر، يشوف عايزين إيه!! وموعد الزراعة بعد 40 يوماً.. والثلوج والجليد ستغطى روسيا بعد 60 يوماً، وأسواقها ستحتاج كل شىء.. وطبعاً غيرنا، من الصين حتى المغرب، على أهبة الاستعداد لغزو السوق الروسية ونحن فى عالم آخر..
كل مشكلة الوزير.. الدفاع عن ديناصورات وحيتان التصدير، همه همه من أيام المخلوع مروراً بجمعية ابدأ أيام المخلول.. نفس الأسماء.. وكله هيموت على دعم الصادرات التى حصلوا منها على أكثر من 15 ملياراً فى الخمس سنوات الماضية، وما زالوا مسعورين، ولا يشبعون من «بزازة» الحكومة.. كل واحد من هؤلاء عمره تجاوز السبعين، ولا يقبلون «الفطام»، والوزير معاهم عايز يظل يرضعهم، رغم أنهم كبروا وانتفخوا من دم الدولة المجانى.
سيادة الوزير عمل مداخلة معى على شاشة الحياة، واكتشف المشاهدون أنه للأسف لا يعرف لغة الحوار، عصبى متنرفز، ومعلوماته باعترافه كلها من على النت، وبعد كلامه لمدة 11 دقيقة متواصلة قفل السكة وهرب من المواجهة.. لماذا؟
لأنه بدأ دفاعه عن الدعم، واستشهد بأمريكا التى تدعم بالمليارات مصدريها، ونسى يقول إن أمريكا أيضاً تدعم المزارعين بمليارات، والدليل: هل هناك فلاح أمريكى مسجون لعجزه عن سداد مديونية لبنك، كما هو الحال عندنا؛ 43 ألف فلاح مسجون أو هارب.. وهل فى أمريكا مواطن محبوس علشان قسط غسالة بعشرين دولار؟
الوزير غضب من مقالى: «بلاغ إلى الرئيس»، وما قلته على الشاشة من اقتراحات فى ملف دعم الصادرات، وكنت متخيلاً أنه سيتداخل معى، ويطرح أى مبادرة أو فكرة.. فيقول مثلاً.. أنا تواصلت مع كبار المصدرين، واتفقنا على تنازلهم عن الدعم هذه السنة، والبالغ 2٫6 مليار جنيه، من أجل مصر اللى شبعنا من خيرها.. وأقترح كوزير تجارة أن نضخها فى «الثروة السمكية»، بعد أن أصبحنا أولى دول العالم فى استيراد الأسماك المجمدة 430 ألف طن سنوياً.
باتنين مليار وستمائة مليون، هنطهر التسع بحيرات والبواغيز، وهنرمى زريعة أسماك فى كل مسطح مائى فى مارس المقبل، وفى أغسطس لن نستورد أسماكاً بل نصدر، والشعب ستصبح وجبته الشعبية «فيش آندشيبس»، كما هو الحال فى المغرب التى تصدر أسماكاً بـ2 مليار يورو، والمغاربة يفطرون أسماكاً مشوية ومقلية ومدخنة.
أو الـ2٫6 مليار.. لأجل مشروعات صغيرة منتجة فى «الألف قرية الأكثر فقراً».. لننقذ مليون أسرة من الفقر الدكر، ونغير مستقبل أبنائهم، ونساعد الرئيس فى النهوض بمعيشة المهمشين، وتفادياً لثورة جياع ستحرق وتنهب وتعدى على كل هؤلاء السعرانين.
أو هنعمل بيهم قصر عينى بكل محافظة يعالج الفلاحين من الفشل الكلوى، وفيرس c، والتليف الكبدى.
أو حتى يقول: العشرين الكبار المحتكرين لـ50٪ من دعم الصادرات هيتنازلوا لكن صغار المصدرين لا بد من دعمهم.. ماشى.. لكن الوزير طبعاً هو المدافع عن الكبار «لوبى الضغط على الدولة».
ولهذا قلت إن السيد منير مشكوراً عليه أن يترك التجارة والصناعة التى تحتاج إلى مدير محترف يملك رؤية ولديه مقومات ومواصفات لا تتوافر له.
واقترحت أن يتولى وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، لأنه يملك كل مواصفات وزير الهجرة.
1- يتحدث عدة لغات.
2- محبوب ومقبول بين كل المغتربين والمهاجرين مسلمين ومسيحيين.
3- كل سفرائنا وقناصلنا بالخارج سيتعاونون معه، باعتباره كان وزيراً سابقاً.
4- والأهم خبراته فى الاستثمار والصناعة.. تساعده على طرح مشروعات مدروسة الجدوى وإقناع نصف مليون مغترب من أصل العشرة ملايين هناك.. وإذا كان واحد منهم استثمر على أرض وطنه الأم 100 ألف دولار فقط لا غير = نصف مليون × 100 ألف = احسبها بنفسك!!
وخبرته فى السياحة.. تؤهله لإقناع مليون مغترب بزيارة مصر، ومعاه خواجة أو خواجاية.. ويا سلام لو كل مغترب أقنع 4 من أصدقائه هناك.. شوف كام مليون سايح فى الظروف الحالية.
باختصار.. ما زلنا نختار الوزراء والمحافظين «بالمحاصصة»؛ أساتذة الجامعة حصة، واللواءات حصة، والقضاء حصة، والمسيحيين حصة.. ولهذا وكما وعدت سيادة الرئيس، سوف نجتهد جميعاً لنتعرف على العباقرة، والنابهين، والمؤهلين وأصحاب الرؤى من الخلاقين، المبتكرين، المبدعين، من المصريين والمصريات بالداخل والخارج، لنقدمهم إلى صانع القرار، حتى لا نظل هكذا نضيع وقتنا فى التجارب مع الفشلة، ولهذا وعدنا بإعادة بنك الأفكار وسنبدأ بفرع الرجال تحت اسم بنك الوطن.. وبعدها لن نسمع ثانية عن المحاصصة، ولن نجد فى الحكم غير الأكفاء اللامعين، ويفضل الشباب حتى سن الخمسين.
ونستكمل الثلاثاء.. لنتحدث عن «مكالمة الرئيس» التى أنهت عصر «خليهم يتسلوا»، ولنشطب من قاموسنا عبارة «النفخ فى قربة مقطوعة».