أسرة "سيف الإسلام".. إنها حقا عائلة مناضلة
هتاف جمعهما في مظاهرات الطلبة، التي انطلقت بعهد السادات تناضل وتحمل الحرية على أكتاف سائريها، ربما يكون ذلك المشهد الأكثر قربا للحقوقيين أحمد سيف الإسلام وزوجته ليلى سويف، لينبت من ظهريهما ثلاثة أطفال يحملون الراية. أحمد وليلى وعلاء وسناء ومنى، خمسة أسماء تصدرت المشهد السياسي في أزمنة وأحداث مختلفة، أسرة اجتمعت تحت راية الحرية وسارت في درب النضال، ولم تزعجها أصوات أقفال الزنازين الصدئة التي استضافتهم مرارا وتكرارا، حتى باتت "عيلة الوز عوام" التي ألفتها حوائط السجون.
أحمد سيف الإسلام
أحمد سيف الإسلام
الأب وعمود الأسرة الفقري، وإذا كان رب البيت بالحق ثائرا فشيمة أهل البيت النضال، بدأ نشاطه السياسية منذ السبعينيات، واعتقل على مدار عهدي السادات ومبارك 4 مرات، كان أطولها لمدة 5 سنوات بتهمة الانتماء لتنظيم يساري، تعرض للعديد من الويلات خلال فترات اعتقاله، الأمر الذي دفعه إلى الدفاع عن المظلومين وضحايا التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، فأسس مركز "هشام مبارك" ليكرس حياته لمن هدر حقه، وتوفي في 27 أغسطس 2014.
ليلى سويف
ليلى سويف
منذ السادسة عشر من عمرها وصوتها ثائر، خرجت في مظاهرات الطلبة، وشغل استقلال الجامعات المصرية بالها، فأضحت تناضل من أجله، أستاذ الرياضيات بكلية العلوم جامعة القاهرة، كانت ضمن مؤسسي حركة 9 أبريل التي تناهض من أجل الجامعات، ورفضت الحرس الجامعي، وكانت ظهر زوجها في إضراب المحلة عام 2008، لم يهزها اعتقال أبنائها بخاصة البنات منهم، بل وقفت بشجاعة وصوت لم يقهره الخوف تنادي بحرية أبنائها.
علاء عبد الفتاح
علاء عبد الفتاح
الابن البكري للعائلة الثورية، مبرمج وناشط حقوقي، اعتقل في 2006 أثناء وقفة من أجل استقلال القضاء المصري، وتأسست حينها مدونة تطالب بإطلاق سراحه تحت عنوان "الحرية لعلاء"، وفي أكتوبر 2011 حبست النيابة العسكرية علاء لاتهامه بالتحريض والتعدي على أفراد القوات المسلحة، وإتلاف معداتها، والتظاهر والتجمهر وتكدير الأمن والسلم العام في أحداث ماسبيرو، فاعتقل بنفس التهمة في مارس 2013 بعهد مرسي، وفي نوفمبر من نفس العام بتهمة التحريض على التظاهر ضد الدستور، ويقبع الآن بالسجن لمدة 15 عاما على خلفية خرق قانون التظاهر، وكما ولدت أخته ووالده بالسجن، ولد طفله وهو أيضا بالسجن وسماه خالد تيمنا بخالد سعيد.
منى سيف
منى سيف
الاسم الأبرز في الدفاع عن حقوق المعتقلين، لا يعتقل أو يسجن أحدهم إلا وتسارع أسرته وأصدقاؤه لها يطلبون نجدتها، تسجل في مدونتها كل ما يجري للمعتقلين داخل السجون، مرآة تعكس الممنوع من النشر والحكي، رغم صغر سنها فإن نشاطها سطر تاريخها الحافل، انضمت لمجموعة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين"، ولم تسلم من الاعتقال كباقي أفراد أسرتها، فكان آخرها في مظاهرة مجلس الشورى بتهمة خرق القانون، ورشحت لجائزة ” front line defenders ” للمدافعين عن حقوق الإنسان ويواجهون أخطارا.
سناء سيف
سناء سيف
المدللة الصغيرة في أقبية السجون الضيقة، لم تتجاوز عامها العشرين، وبدلا من أن يشغلها التنزه وأخبار الموضة والسفر وأصدقائها، باتت تجري وراء المعتقلين بالمحاكم والنيابات، تساند جهود شقيقتها الكبرى، وتساعد أسر المعتقلين في البحث عن ذويهم، دعت لوقفات واعتصامات وحشدت أعدادا لفاعليات مختلفة. قبض على الصغيرة التي تساند كل من يجلس خلف القضبان، لتقبع هي وراءها الآن، في انتظار من ينادي بحريتها.