خبر خطير.. تحت الماجور!

منذ ما يقرب من أسبوع أعلنت سلطات تأمين الركاب بمطار القاهرة عن ضبط 25 ألف قرص مخدر بحوزة راكبين سعوديين، قبيل استقلالهما الطائرة. وكان الراكبان قد قاما بوضع الأقراص داخل أكياس نايلون بعد تفريغها من الشرائط ثم تغطيتها بورق «فويل»، ثم قاما بلصق الأكياس حول ساقيهما فى محاولة للتهرب من رجال الأمن، إلا أن ضباط إدارة تأمين الركاب تمكنوا من ضبطهما! نشرت بعض وسائل الإعلام، ومن بينها الإذاعة المصرية، هذا الخبر. وقد كان حظى جيداً إذ استمعت إليه، لأننى أدركت حين أنصتّ إلى اسم المتهمين السعوديين أنهما ينتميان إلى عائلات كبرى بالمملكة. فأحدهما ينتهى اسمه بلقب «العتيبى»، وما أدراك ما عائلة العتيبى التى تنتمى إلى واحدة من أكبر القبائل بالمملكة. المهم أن هذا الخبر تداولته على استحياء بعض وسائل الإعلام المصرية عند حدوث الواقعة، ثم «كفت عليه ماجور» بعد ذلك! رغم أهميته وتشابهه الواضح مع الجريمة المتهم فيها المحامى المصرى «أحمد الجيزاوى» بالمملكة والذى نسبت إليه السلطات السعودية ارتكاب جريمة شبيهة، تتمثل فى محاولة تهريب آلاف الأقراص المخدرة إلى داخل السعودية! ومؤكد أنك تتذكر المظاهرات التى حاصرت السفارة السعودية منذ عدة أشهر، للمطالبة بالإفراج عن «الجيزاوى»، مما تسبب فى غضب نظام الحكم بالمملكة، وكادت تحدث أزمة فى العلاقات المصرية السعودية، لولا قيام عدد من السياسيين والمثقفين المصريين ممن أخذوا «ديلهم فى سنانهم» و«شمّعوا الفتلة» نحو المملكة، ليقدموا واجب الاعتذار! التهمة الموجهة إلى المواطنين السعوديين خطيرة، ولا يوجد أدنى مبرر لإهمالها، والتعتيم عليها بهذه الطريقة، فى الوقت الذى تم فضح المحامى المصرى المتهم فى السعودية بتهمة مماثلة فى كل حدب وصوب، والله وحده يعلم هل هو مدان أم برىء مما هو منسوب إليه؟! لقد علمت أن المتهمين السعوديين قد تمت إحالتهما إلى النيابة للتحقيق معهما، ونحن نسأل عن نتائج هذه التحقيقات؛ من حق الرأى العام أن يعلم وأن يفهم، لأن بعض الخبثاء يشيعون أن من الوارد جداً أن يتم «الطرمخة» على الموضوع، نظراً لحساسية الموقف، وحساسية الأسماء المتورطة فيه، بالإضافة إلى الخوف من أن يفهم الأمر على أنه مجرد محاولة للمقايضة على «الجيزاوى» المحبوس فى المملكة! وللأسف الشديد يلجأ الكثيرون إلى تصديق مثل هذه الشائعات عندما تغيب المعلومات، خصوصاً أن هذا الشعب تعود على أن مثل هذه الأمور تتم معالجتها بطريقة خاصة جداً، مراعاة لخاطر الحبايب والأشقاء، بالإضافة إلى وعى أفراده بحقيقة أننا ننتمى إلى واقع إذا سرق فيه الشريف تركوه، وإذا سرق فيه الضعيف أقاموا عليه الحد، حتى ولو كان بالجلد!