مصر والإمارات تنفيان ادعاءات قصف مواقع الميليشيات فى «طرابلس»
نفت وزارة الخارجية صحة ما رددته بعض الميليشيات الإسلامية المتطرفة فى ليبيا حول قصف طائرات حربية مصرية مواقع تسيطر عليها الميليشيات المتطرفة فى العاصمة الليبية «طرابلس»، مؤكدة أن «هذه الأنباء عارية تماماً من الصحة ولا أساس لها». وأكدت وزارة الخارجية، فى بيان أمس، أنها «تتابع عن كثب تطورات الأوضاع السياسية والأمنية فى ليبيا وتأمل فى سرعة تشكيل حكومة وطنية بعد انتخاب مجلس النواب وبدء انعقاده، بما يحقق تطلعات الشعب الليبى الشقيق ويسهم فى بناء مؤسسات الدولة الليبية ويحفظ لها وحدتها وسلامة أراضيها».
وفى السياق ذاته، قال وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتى الدكتور أنور قرقاش، أمس، إن «الاستغلال السياسى للشعوب أصبح مفضوحاً ومن يحاول إقحام اسم الإمارات فى الشأن الليبى، إنما يريد الهروب من نتائج الانتخابات الشرعية فى ليبيا، ومن أطلقوا هذه الاتهامات تجاه الدولة ومعها مصر والسعودية ينتمون لتيار واحد أراد من خلال عباءة الدين تحقيق أهدافه السياسية». وأضاف «قرقاش»، على صفحته الرسمية على موقع «تويتر»، أن «محاولة إقحام اسم الإمارات فى الشأن الليبى، هو رغبة فى الهروب من مواجهة النتائج الانتخابية التى أثبتت رغبة الأغلبية فى ليبيا فى الاستقرار والأمن».
وكان المتحدث باسم ميليشيات مصراتة والكتائب الإسلامية المتطرفة المتحالفة معها فى قوات «فجر ليبيا» التى من بينها تنظيم الإخوان، زعم فى بيان مساء أمس الأول، أنه «ثبت تورط حكومتى مصر والإمارات فى القصف الجوى»، فى إشارة إلى الغارات الجوية التى وقعت الاثنين الماضى ومساء الجمعة. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت فى العاصمة الليبية منذ منتصف يوليو الماضى، بين ميليشيات إسلامية متطرفة، وأخرى تابعة لما يعرف باسم «الجيش الوطنى الليبى» بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذى يقود معركة «كرامة ليبيا» ضد الميليشيات.
وفى الداخل، أعلن مجلس النواب الليبى وضع ميليشيا «أنصار الشريعة» وقوات «فجر ليبيا» على قائمة المجموعات الإرهابية، مؤكداً أنه «سيدعم الجيش لمحاربتها». وقال المجلس، فى بيان، إنه «يتابع بقلق بالغ ما يحدث فى مدينتى طرابلس وبنغازى خاصة، وفى عدد من المناطق الأخرى فى البلاد بشكل عام من أعمال إرهابية وحرب حقيقية ضد المواطنين ومرافق الدولة ومؤسساتها وبنيتها التحتية». وأضاف: «حرصنا منذ انطلاق أعمالنا فى مدينة طبرق، على البحث عن أية سبل ربما تكون ممكنة لوضع حد لتلك الحرب، ولكن محاولاتنا قوبلت من ذلك الطرف الذى يشن الحرب ويمارس أعمال الإرهاب ضد مواطنينا بالاستهانة والتجاهل التام وربما اعتبرها علامة من علامات الضعف والعجز عن الفعل».
وكان المتحدث السابق باسم المؤتمر الوطنى الليبى المنتهية ولايته عمر حميدان، قال إن «عدداً من أعضاء المؤتمر سيستأنفون نشاطات المؤتمر مجدداً، بعد أن دعت قوات (فجر ليبيا) المؤتمر إلى الانعقاد كونه الممثل الشرعى الوحيد»، فيما أقال مجلس النواب الليبى رئيس الأركان العامة للجيش الليبى اللواء عبدالسلام جادالله المحسوب على قوى الإسلام السياسى بعد أن أخفق فى مواجهة الميليشيات وتقديمه الدعم لميليشيات درع ليبيا المحسوبة على تنظيم الإخوان. وأقال رئيس الوزراء المؤقت عبدالله الثنى وكيل وزارة الدفاع خالد الشريف القيادى السابق فى تنظيم «الجماعة الإسلامية» المتطرف، بعد ثبوت تورطه فى عمليات «فجر ليبيا» التى تقودها ميليشيات الإخوان.
ميدانياً، قال المتحدث باسم الغرفة الأمنية لـ«طرابلس» هاشم بشر، لـ«الوطن»، إن «الأمور كانت طبيعية فى العاصمة أمس، ولم تقع اشتباكات بعد سيطرة قوات فجر ليبيا على مطار طرابلس، وانسحاب قوات ثوار الزنتان من المطار»، مضيفاً: «فجر ليبيا سيطرت كذلك على معسكر 7 أبريل التابع للواء القعقاع، وغادر ثوار الزنتان وتركوا آلياتهم العسكرية»، مؤكداً أن المؤتمر الوطنى المنتهية ولايته سيعقد جلسة فى طرابلس خلال الأسبوع الحالى.