"محمد" رفض يبيع أدوية مغشوشة للإدمان: "ماكنتش أعرف إن الحلال مابيأكلش عيش"
كل الأبواب أغلقت في وجهه بعد رفضه بيع أدوية مغشوشة من تجار السموم، عُرض عليه أن يصبح من الأثرياء في فترة قصيرة ويكون هو المسؤول عن محافظته وكل محافظات الصعيد في التوزيع على الطلاب دواء للسرطان والصرع يسبب الإدمان، رفض وبشدة أن يطعم أولاده من فلوس حرام.
رفض محمد مجدي مطاوع، كل المغريات بأن يعيش عيشه الرفاهية، تقدَّم لوظائف بشركات أخرى، البعض رفض وشركة واحدة قبلته، وفي أول يوم عمل وهو في سيارة توزيع الأدوية تعرض لحادث مأساوي كان هو الناجي الوحيد من الحادث بعد مصرع اثنين من عمال الشركة، وخرج بإصبات تهتك في العمود الفقري، الأب الذي لديه 4 أبناء أكبرهم في ثانوي العام، والثاني بمدرسة صنايع، والثالث بالإعدادي، وابنته الوحيده لم تكمل الثلاث سنوات من عمرها، لا يستطيع أن يجد قوت يومه لم يكن يعلم أن اختياره للسكة الحلال سيضع أمامه جميع تلك العراقيل، ما دفعه ليقول "ماكنتش أعرف إن الحلال مابيأكلش عيش".
اشتهر مطاوع، ابن محافظة المنيا، بالأمانة وحسن الخلق بين جميع صيادلة المنيا المحترمين، فمنهم من يقف جانبه ويجمع له المساعدات، وقال الرجل الأربعيني: "زمايلي أولاد الحلال لولاهم مكنتش عرفت أدفع مصاريف المستشفى بعدما والدتي باعت اللي وراها واللي قدمها علشان نصرف على العملية وعلى عيالي"، مشيرًا إلى أن زملاءه حاولوا أن يجدوا له عملًا بشركة إلا أن إدارة الشركة رفضت لعجزها عن استقبال موظفين جدد، حسب قوله.
عام دراسي سيبدأ ولا يعلم من أين سيوفِّر احتياجات ومصروفات أولاده، "حتى لبس المدرسة مش قادر أجيبه للعيال ربنا يعلم أنا محتاج قد إيه رفضت المال الحرام علشان أربيهم كويس"، مضيفًا أنه سبق وتم تكريمه وصرف مكافأة له من الدكتور مجدي حسين، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للأدوية، بعد أن ضرب مثلَا في الأمانة وتحمل المسؤولية والحفاظ على سمعة الشركة وحماية الشباب من الإدمان، حسب قوله.
"أنا لو مت النهاردة مش هبقى ندمان علشان سبت لعيالي الشرف والأمانة والسمعة الطيبة"، قالها "محمد" وهو يبكي مما أصابه من ابتلاء، مضيفًا أنه يتمنى أن يحصل على معاش مناسب يصرف به على أسرته في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها ويتمنى أن يحصل على عمل غير شاق ينفق منه لأن ظروفه الصحية لا تسمح، حسب قوله "أنا لو كنت وزعت السموم دي على الطلبة ماكنتش هاسامح نفسي خصوصًا وإن عندي أولاد في مثل أعمارهم".