مفاجأة في تحقيقات قطاري سوهاج: السائق أوقف جهاز المكابح والتحكم الآلي
روايات متضاربة لسائق ومساعد القطار حول من تولى القيادة وقت الحادث
حادث سوهاج
كشفت تحقيقات النيابة العامة في حادث قطاري سوهاج، تضارب في أقوال سائق ومساعد «القطار الأسباني» الذي اصطدم بـ«القطار المميز»، حيث قال كل منهما إنه هو من كان يقود القطار وقت الحادث، في حين أكدا على إيقافهما لجهاز المكابح والتحكم الآلي «ATC» أثناء الرحلة.
وأظهرت التحقيقات، التي نشرتها النيابة العامة في بيان لها، أن سائق «القطار المميز» ومساعده كانا قد ادعيا في التحقيقات ظهور إشارات ضوئية بشاشة التحكم بكابينة القيادة، تفيد بانخفاض معدل ضغط الهواء بالأنابيب الواصلة بين عربات القطار مما أوقفه آليًا، وأرجعا أسباب هذا الانخفاض إما إلى سحب أحد مقابض الخطر بأي من العربات، أو غلق أحد صمامات تحويل الهواء المضغوط بالمكابح «الجزرات»، وأنه مع بدء ارتفاع معدل ضغط الهواء، تحرك القطار متجاوزًا «مزلقان السنوسي»، ثم توقف آليًا مرة أخرى بموقع التصادم.
حادث قطاري سوهاج
وتبين مساعد السائق، غلق أحد الصمامات بين العربتين الثالثة والرابعة وصورها بهاتفه، بينما شهد من سُئل من المصابين والركاب والعاملين بالقطار من الكمسارية وأفراد الأمن، بعدم رؤياهم سحب أيا من مقابض الخطر أو سماعهم الصوت المميز الصادر عن سحبها، كما أكد كمساري عدم سحب المقابض بأربع عربات.
وقد قدمت النيابة العامة تلك الأقوال والصور إلى اللجنة الهندسية المشكلة لبحث حقيقة الأمر فنيًا، بينما أكد سائق القطار المميز في التحقيقات إيقافه جهاز المكابح والتحكم الآلي «ATC» أثناء الرحلة، بدعوى تعطيله حركة القطار وتأخير مواعيد وصوله إلى المحطات.
بينما قرر مساعد سائق القطار الإسباني، في التحقيقات، توليه القيادة إبان وقوع الحادث، مدعيًا سيره على سرعة تسعين إلى خمسة وتسعين كيلومترًا في الساعة، وتأكده من إضاءة جميع الإشارات الضوئية «السيمافورات» باللون الأخضر على طول شريط السكة الحديدية قبل موقع التصادم، مما يسمح له بالمرور، ولكنه على مسافة خمسمائة إلى ستمائة مترٍ من موقع التصادم رأى توقف «القطار المميز» فاستخدم المكابح اليدوية لإيقاف الجرار والعربات، ولكنها لم توقفها فوقع التصادم، بينما نازع سائق القطار في تلك الرواية، مؤكدًا توليه هو القيادة وقت الحادث، وسيره على سرعة تسعين كيلومترًا في الساعة، ومشاهدته توقف «القطار المميز» على مسافة مئة متر، حيث استخدم ذات المكابح المشار إليها دون تمكنها من إيقاف القطار.
وأقر السائق ومساعده بإيقاف جهاز المكابح والتحكم الآلي «ATC» بالقطار، وأحال السائق سبب ذلك إلى تأخيره الحركة، مدعيًا إصدار الهيئة القومية للسكك الحديدية تعليمات شفاهية بعدم تشغيل هذا الجهاز، وسماعه بها بـ«معهد تدريب السائقين بوردان».