من "الربيع العربي" إلى "فيرجسون".. الشرطة تقمع والمحتجون يدشنون مستشفى ميدانيا
انتهاك للآدمية وحقوق الإنسان، يعقبه احتجاج، يرد عليه بتجاهل، فتصعيد باعتصام، فيبدأ القمع بـ"الغاز" و"الخرطوش" و"الرصاص"، خطوات أصبحت محفوظة في المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، لا يهم أين تحدث المواجهة، سواء في ساحات "الحرية" بدول الربيع العربي، أم في ميدان التقسيم بإسطنبول، أو حتى في "فيرجسون" بالولايات المتحدة الأمريكية، فالنتيجة واحدة، دماء تسيل على الأرض، وعشرات من الجرحى، ومثلهم من المعتقلين.
"مستشفى ميداني في فيرجسون"، الصورة التي تداولها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لإحدى المتظاهرات الأمريكيات تجلس لإسعاف المصابين، ومن حولها زجاجات الخل، وأدوات الإسعافات الأولية البسيطة، لتعيد للأذهان مشهد عايشه الكثيرون من شباب الثورة، وقت المظاهرات بـ"التحرير"، و"محمد محمود" و"مجلس الوزراء"، وغيرها من الأحداث، ومثله حدث في دول الربيع العربي، التي شهدت احتجاجات مماثلة.
هناك من يحمل المصابين إلى المستشفى الميداني، وآخرون تطوعوا بتوفير أدوات الإسعافات الأولية والأدوية، والبعض تطوع للعلاج، على قدر ما تعلم من مبادئ الإسعافات الأولية، ولكن في النهاية يكون الهدف إنسانيًا، وهو إنقاذ المصاب أيًا كان توجهه أو جنسيته أو لونه أو دينه، فحياته هنا الأهم، في أي مكان على الأرض.. المرأة الأمريكية التي جهَّزت المستشفى الميداني في فيرجسون، مثلها كان في ثورات الربيع العربي، فهي أم تحمل أبناءها، وتحتضنهم، وتسعفهم وتعالجهم، وتخشى عليهم من أي مكروه، وتقف معهم تهتف وتطالب بحقها في الحياة.