هدوء فى غزة.. ومفاوضات الهدنة تتواصل فى القاهرة
استمرت حالة الهدوء فى قطاع غزة، أمس، فى الوقت الذى يعود فيه وفدا المفاوضات الفلسطينى والإسرائيلى إلى القاهرة اليوم لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن الوفدين سيعودان إلى القاهرة، اليوم، لاستئناف المفاوضات التى يعلق عليها سكان القطاع آمالاً كبيرة لجلب الهدوء من خلال اتفاق تهدئة دائم لوقف العنف فى قطاع غزة. ونقلت «يديعوت» عن القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى خالد البطش، قوله إن «مصر بذلت جهوداً كبيرة للتوصل لاتفاق التهدئة، إلا أنه كان فى وسعها الضغط أكثر على إسرائيل للوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية».
وفى الوقت ذاته، اتهمت حركة «حماس» إسرائيل بخرق التهدئة المؤقتة التى توصل إليها الجانبان قبل أيام بعد انتهاء التهدئة الأولى، وقالت «حماس» إن إسرائيل خرقت التهدئة من خلال إطلاق النار على منازل شرق خان يونس، فيما نفى الجيش الإسرائيلى علمه بهذا الحادث. وقالت «يديعوت» إن حركة «حماس» طالبت الولايات المتحدة بزيادة تدخلها فى المفاوضات التى تجرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مؤكدة أن تدخل الولايات المتحدة يعنى تقدم المفاوضات بشكل أسرع. وأضافت الحركة: «إذا قدمت مصر والولايات المتحدة والدول الأخرى ضمانات إضافية ضد إسرائيل، فإن هذه الضمانات ستتسبب فى تعزيز قوة الاتفاق».
وأشارت «يديعوت» إلى أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات التقى رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» خالد مشعل، أمس، فى قطر، لمواصلة النقاش بشأن استئناف المفاوضات فى القاهرة، فيما التقى مفاوضو «حماس»، بقيادة الحركة فى قطر، لمناقشة عرض التهدئة طويلة المدى، ونقلت وكالة أنباء «فرانس برس» الفرنسية عن مسئول مطلع قوله، إن «حركة حماس تميل إلى قبول عرض التهدئة بالوساطة المصرية». وقال إسماعيل رضوان، القيادى فى «حماس»، إن «الحركة قدمت لمصر المطالب النهائية لوقف إطلاق النار، التى تتضمن بعض التعديلات المحددة»، مشيراً إلى أن «حماس» رفضت إرجاء التفاوض على إقامة ميناء فى قطاع غزة ومطار جوى.
وفى الوقت ذاته، عرض الاتحاد الأوروبى، أمس الأول، تولى مسئولية الإشراف على معابر حدود غزة والعمل على منع تدفق الأسلحة غير المشروعة. وقالت مسئولة السياسات الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كاترين أشتون، إن الاتحاد يحضر «للعب دور قوى» فى إدارة المعابر مع التأكيد على ضمان أمن إسرائيل، حيث عرض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى إعادة تفعيل ومد مدة مراقبة معبر رفح وبقية المعابر الحدودية، إذا حصلوا على موافقة مجلس الأمن الدولى، فيما أكد إيجال بالمور، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن بلاده مثل أوروبا تماماً تقدر المبادرة المصرية وتوليها أهمية فائقة على جميع المستويات لتحقيق هدنة مستقرة وطويلة المدى. وأضاف: «إسرائيل تقدر دعوة أوروبا المتكررة لنزع سلاح غزة، ونزع السلاح من خلال الإشراف الفعال سيؤمِّن الهدوء لفترة طويلة».
وفى السياق ذاته، أشارت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية إلى أنه على الرغم من تماسك الهدنة المؤقتة وتمسك الطرفين بوقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق دائم، فإن مسئولين فى الوفد الفلسطينى أكدوا أن فرص التوصل لاتفاق نهائى لوقف إطلاق النار لا تزيد على 50% فقط، حيث إنه لا تزال هناك بعض القضايا العالقة بين الجانبين. وقالت القناة الثانية الإسرائيلية، إن إصرار حركة «حماس» على عدم إرجاء مناقشة مسألة الميناء والمطار يعنى أن الفجوات تتزايد بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى فى المفاوضات.
على صعيد آخر، أرسل أعضاء مبادرة «لا نريد جنوداً إسرائيليين» التركية، أمس، عريضة إلى اللجنة المعنية بتسلُّم الطلبات فى البرلمان التركى، طالبوا فيها بإسقاط الجنسية التركية عن المواطنين ذوى الجنسية المزدوجة، الذين تطوعوا للقتال فى صفوف الجيش الإسرائيلى، فيما أعاد رجل هولندى ميدالية كانت قد منحته إياها إسرائيل تكريماً له لحمايته يهودياً من اضطهاد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، بسبب مقتل 6 من أقاربه فى غارة جوية إسرائيلية على غزة مؤخراً.