بالفيديو| طرق «الميكروباص» من وإلى مدينة نصر.. «مصائب قوم عند قوم فوائد»
سيارات نقل جماعى بيضاء متراصة فى طابور، كل وفق دور محدد لا يتعداه وإلا خرق قانون «السواقين»، جميعهم أصدقاء فى مهنة واحدة، تعلو الأصوات المنادية، تارة إلى رمسيس وأخرى إلى الهرم، موقف «ميكروباصات» أول شارع مكرم عبيد بمدينة نصر، منذ عام وفى نفس المكان كان خط سيره مغايراً، لأن ثمة اعتصاماً نظمه أنصار الإخوان فى ميدان رابعة العدوية، للمطالبة بعودة المعزول محمد مرسى، عدد من المشاكل واجهت سائقى الميكروباصات، إبان الاعتصام، يفصلونها لـ«الوطن».
يقف أحد السائقين أمام سيارته، شاب طويل أسمر، مهتم بمظهره، مختلف نوعاً ما عن زملاء مهنته، يصيح بصوته فى المارة، «رمسيس يا أستاذ؟ رمسيس يا آنسة، رمسيس رمسيس نادى السكة عباسية»، يلبى بعضهم النداء، والآخر يتركه ويمضى فى طريقه.. يتذكر «أحمد» اعتصام رابعة العدوية، ويؤكد أن تلك الأيام كان رزقها وفيراً.. «كانت أحلى أيام من ناحية الشغل والفلوس»، على الرغم من التحويلات المرورية التى أجبرت سائقى الميكروباصات على تغيير مسارهم، فإنه يريد لتلك الأيام أن تعود، بدلاً من «أسعار السولار الغالية، ورفع التسعيرة على الزبائن.. كانوا ميعرفوش ربنا بس فى الحساب والحقوق مش نصابين».
يروى قصة سائق زميله، وكيف كان يسابق الزمن ليحظى بـ«دورة إضافية»، ليتمكن من مضاعفة رزقه، فهو يتعامل مع اعتصام رابعة كموسم لن يتكرر، سيارته مكتظة برجال ذوى لحى حريصين على المشاركة فى الاعتصام، التحويلات المرورية تجبره على المشى من طرقات جانبية حتى يصل أسرع إلى ميدان رابعة، فوجئ السائق بوجود كمين أمنى من رجال الشرطة والجيش، يجبره الركاب على الرجوع، يظنون فيه السوء بأنه سيسلمهم إلى الكمين، فيعتدون عليه بالضرب المبرح، يرقد على أثره فى المستشفى بعد أن فشلت كل محاولاته فى إقناعهم بأنه لم يكن ينتوى تسليمهم.. «ولغاية دلوقتى الراجل ده شاهد على عنف الإخوان».
«كنت ممكن أعمل 8 أو 9 أدوار، لكن دلوقتى لو عملت 5 يبقى حلو أوى»، يتحدث الشاب العشرينى ملوحاً بيديه، ليؤكد أن عدد الإخوان المعتصمين فى الميدان كان كبيراً، مما يؤدى إلى ذهابه من وإلى ميدان رمسيس لمرات عديدة، فأصبح الرزق وفيراً، وتضاعف قوت يومه.. «كنت بسد قسطى، وأأكل عيالى ويفيض فلوس كمان».. وشاكياً حاله تلك الأيام، يتمنى عودة الاعتصام «السولار غالى والحكومة بتعاند معانا وكل شوية توقفنا عشان الرخص وتطردنا من الموقف».
على مقربة من «أحمد»، يقف «عم محمد»، الرجل الخمسينى، يسير بسيارته الأجرة على نفس الخط، رمسيس - أول عباس وأول مكرم، يصف خط سيره أثناء الاعتصام، الذى كان مقرراً أن يمر عليه يومياً، إلا أن إغلاق الإخوان لطريق النصر أدى إلى تغيير المسار الذى يأخذ وقتاً أطول، «كان الطريق من مدينة نصر لرمسيس قبل الاعتصام بياخد 20 دقيقة بس، وفى الاعتصام بقى من نص ساعة لساعة إلا تلت فى الزحمة»، ويكمل «عم محمد»، مداعباً لحيته بيديه، شارحاً الطريق البديل «بناخد طريق يوسف عباس ومنه لشارع الطيران وبعد كدة طرق جانبية بتبقى زحمة جداً فى الغالب، وبعد كدا بنلف من ورا عباس العقاد لغاية ما نوصل لمكرم».
«ورديات العمل عددها فى الاعتصام قل من 5 لـ3، الطريق بقى أطول عشان تغيير المسارات»، بحسب «حسن»، الشاب العشرينى، ما اضطره فى آخر شهر من الاعتصام إلى زيادة الأجرة ليسد جزءاً من العجز فى ميزانيته البسيطة، خاصة أن الراكب لم يعترض على ذلك.. «الزبون مكانش بيعترض على تغيير خط سيرنا أو رفع الأجرة عشان هو عارف الظروف وعارف إنى مضطر أعمل كده».
يجلس «إكرامى».. شاب فى الثلاثين من عمره، ليستريح من الدورة التى جاء بها من الهرم، ويستعيد ذكرياته مع الطريق أثناء اعتصام رابعة العدوية، فيشرح الطرق البديلة التى أخرت مواعيد دوراته اليومية، ما أدى لخفض دخله 100 جنيه فى اليوم الواحد.. «الطرق الفرعية كانت بتبقى زحمة، كنا بنلف من عند الدائرى وشارع النزهة وميدان الساعة عشان ندخل السيدة عائشة ومنها لشارع الهرم».. ويكمل حديثه عن أزمة الطرق مع تطور الاعتصام وزيادة رقعته فى الشارع.. «اضطرينا نغير خط سيرنا والطرق الفرعية أكثر من مرة بسبب منطقة الاعتصام والمسيرات اللى كان الإخوان بينظموها من ميدان رابعة لمناطق كتيرة».
طريق الميكروباص