«حلفاء الإخوان» يقاطعون مظاهرات «ذكرى رابعة» ويتهمون «التنظيم» بدفع الشباب إلى «حرب لا تنتهى»
رفضت معظم القوى السياسية المتحالفة مع تنظيم الإخوان، من بينها الجماعة الإسلامية، وحزب البناء والتنمية التابع لها، وحزب الوطن «السلفى»، المشاركة فى مظاهرات ذكرى فض اعتصام رابعة العدوية، غداً، التى دعا إليها التنظيم، تجنّباً لإراقة الدماء، واعتبرت أن الإخوان يدفعون بالشباب فى حرب لا تنتهى، فيما حرّضت اللجان الإلكترونية الإخوانية، أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، على نشر موجة عنف شديدة خلال التظاهرات واقتحام مدينة الإنتاج الإعلامى ومبنى الإذاعة والتليفزيون، وزرع قنابل بجوار بعض الأماكن والمنشآت الحيوية. وأكد خبراء أمنيون أن الأجهزة الأمنية ترصد مخططات «الإخوان» لنشر الفوضى على مدار الفترة الماضية، وستواجه أعمال العنف بكل حسم.
وقالت الجماعة الإسلامية، فى بيان أمس، إن تنظيم الإخوان يدفع بالشباب إلى أتون حرب وصراع سياسى لا ينتهى، وسيؤدى فى النهاية إلى قتل الشباب دون أى جدوى، وقال الدكتور أحمد الإسكندرانى، المتحدث الرسمى لحزب البناء والتنمية، التابع للجماعة: «نؤكد ضرورة التزام أى حراك جماهيرى بالسلمية قبل أيام من ذكرى رابعة العدوية والنهضة، وحزبنا يرفض الدفع بالشباب إلى الميادين والأماكن التى يمكن أن تجر إلى صدامات تؤدى إلى مزيد من الخسائر فى الأرواح وإراقة الدماء وتأزُّم الأوضاع الحالية»، مشيراً إلى أن «البناء والتنمية» يدرس خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، وسيستطلع آراء أعضائه لاتخاذ القرار النهائى. وقال راضى شرارة، المتحدث الإعلامى لحزب الوطن «السلفى»: «لن نشارك فى تظاهرات الإخوان، وندعو إلى السعى لإيجاد حل سياسى، بعيداً عن التصعيد ضد الدولة لانعدام جدواه، كما يرفض الحزب المشاركة فى المجلس الثورى المصرى، الذى أطلقه الإخوان قبل أيام».
وأوضح أن «الوطن» يدرس خيارات سياسية متعدّدة فى ظل ما سمّاه بـ«الانسداد السياسى» الذى يمر به الوطن حالياً، ويدرس الانسحاب من تحالف دعم الشرعية، التابع للإخوان، وجارٍ استطلاع رأى القواعد وأعضاء الهيئة العليا للحزب، مضيفاً: «نقيّم تجربة الانضمام إلى تحالف دعم الشرعية، وسنبحث الانسحاب من التحالف خلال الأيام المقبلة إذا استمرت سياسة الإخوان على هذه الشاكلة المستمرة حالياً، وندرس المشاركة فى انتخابات البرلمان، ولن نترك أى فرصة فى التحوُّل الديمقراطى دون استغلالها، خصوصاً أننا حزب سياسى ينافس سياسياً ولا غضاضة فى المشاركة فى مجلس النواب الجديد». من جانبها، قالت صفحة «الأيام الحاسمة» التابعة للإخوان، على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أمس: «يجب محاصرة واقتحام الإنتاج الإعلامى وماسبيرو وأبراج بث الأقمار الصناعية، وتعطيل حركة المترو وقطع الطرق الرئيسية والكبارى وقطع طريق المطار، علاوة على زرع قنابل بدائية الصنع بهذه المناطق الحيوية، وبجوار منشآت مهمة، لإلهاء الأمن، وإبعاده عن التظاهرات، وإذا حدث كل ذلك فى وقت واحد وبمجموعات غير كبيرة، لكن لديها إمكانيات، فمن الممكن إحداث إرباك شديد، وعدم قدرة الأمن على التعامل مع كل الأحداث فى وقت واحد، ويجب أن تكون الوسائل لا تستدعى وجود الشباب فى المكان، بل الأفضل الهرب بعد العملية».
وقال محمد السيسى، القيادى بحزب الحرية والعدالة، التابع للإخوان، لـ«الوطن»، إنه لا سبيل للخروج من المأزق الحالى إلا بالقصاص لدماء المصريين التى أريقت منذ عزل «مرسى»، ومحاولات قوات الأمن لوقف التظاهرات ستفشل، خصوصاً أن التحركات الميدانية ستتصاعد بالتزامن مع ذكرى فض اعتصام «رابعة»، وستشهد اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين، وستحاول قوات الأمن دفع «متظاهرى الإخوان» للجوء إلى العنف، فضلاً عن شن عمليات قبض عشوائى واسعة. فى المقابل، قال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى، إن الجهات الأمنية ترصد التحركات الإخوانية على مدار الفترة الماضية لنشر الفوضى خلال تظاهرات ذكرى فض «رابعة»، ومحاولات «التنظيم» إسقاط الدولة ستبوء بالفشل فى النهاية، مؤكداً أن قوات الشرطة ستتعامل بكل حسم وقوة مع أى محاولة لاستخدام العنف.