أحد العائدين من سوريا: سافرت مع 10 شباب من العمرانية والهرم والزيتون.. مات منهم 2
كشف أحد الشباب، الذين عادوا من سوريا مؤخراً، عن أنه سافر فى صحبة مجموعة من 10 شباب، من بينهم إسلام يكن، الشاب الذى انتشرت قصته على مواقع التواصل الاجتماعى مؤخراً، وقيل إنه تخرج فى مدرسة ليسيه الحرية فى مصر الجديدة عام 2009، ثم أكمل دراسته فى كلية الحقوق جامعة عين شمس، حتى تخرج فيها عام 2013، وسافر بعدها للانضمام إلى الجهاديين فى سوريا، ثم انتقل إلى العراق.
وقال الشاب الذى يلقب بـ«أبوخالد» ورفض ذكر اسمه الحقيقى، لـ«الوطن»، إن الذين سافروا معه إلى سوريا كانوا من أحياء العمرانية والهرم، فى الجيزة، والزيتون، شرق القاهرة، ومات منهم اثنان فى المعارك التى كانت تدور بين الجماعات المسلحة فى سوريا، لافتاً إلى أنه لا يعرف مصير الباقين، لأنه عاد بعد 4 شهور من سفره دون أن يعود مرة أخرى.
وأضاف: «موت أمى بعد 4 شهور من سفرى كان أمراً فارقاً فى حياتى دفعنى للعودة وتغيير مسار حياتى، بعدما كنت ناقماً على الحياة فى مصر، وأرى أن الاستمرار فى الجهاد فى سوريا والموت فى سبيل ذلك هو ما خلقنا الله لأجله، لكنى عودتى إلى مصر وموت أمى غيَّرا هذه الرؤية تماماً».
وتابع: «تعرفت على إسلام فى أحد مساجد الزيتون (لكنه رفض الإفصاح عن اسم المسجد) وجاء فى المرة الأولى إلى الدرس التربوى الذى كنا نحضره فى صحبة أخ سلفى من منطقة مصر الجديدة، كانوا ينادونه بأبورقية، وكان إسلام مهتماً بمظهره العام فى البداية وممارسة الرياضة، ولم ألتقه منذ المرة الأولى إلا بعد شهر ونصف تقريباً، وقد تغير مظهره تماماً، بعدما بدأ إطلاق لحيته، وكان صامتاً طوال الوقت، حتى بدأ يتكلم معنا فى الجلسات التربوية، وكان دائم السؤال عن الكتب التى يمكن أن يقرأ فيها، فنصحه أخ من الإخوة بالبحث عن كتاب خاص بالشيخ عبدالله عزام، الذى عرفنا فيما بعد أنه رائد الجهاد فى أفغانستان، كما كان محباً لخطب أبوإسحاق الحوينى، الداعية السلفى، خصوصاً التى تتعلق بالجهاد».
واستطرد أبوخالد: «مرت علينا أيام معدودة بعدها، فى ظل تدهور الأوضاع الأمنية فى مصر، فى آخر عام 2013، فعرض علينا مجموعة من الإخوة السفر فى صحبتهم إلى سوريا، كون الظروف الأمنية مهيأة لذلك، فوافقنا لأننا كنا مستعدين للأمر، وبالفعل سافرنا إلى سوريا دون أن يخبر أحد منهم أهله عن طريق تركيا، ».
وقال: «ونحن فى الطريق إلى سوريا كنت أشعر بالخوف، فأخذت أتحدث معه عن أهلى وأمى المريضة وتحدث هو الآخر بكلمات مقتضبة عن والده الذى رفض التزامه وطالبه بالعدول عن أفكاره، كما قال إنه معارض للإخوان، وهو ما أوضحته كتابات يكن خميس، والد إسلام، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، قبل أن يغلقها، هرباً من كثرة السائلين، بعد ظهور قصة ابنه للعلن».
وتابع: «لما سألته عن كيفية هدايته لطريق الجهاد قال إنه دخل فى جدال مع مجموعة من الإخوة قبل أن يلتزم حول الجهاد فى سوريا والسفر للجهاد ضد اليهود، وكان يسخر منهم، فطلبوا منه أن يجلسوا ويتناقشوا معه فوافق، وكانت هذه هى بداية الطريق، بعد تدوينة قديمة لإسلام، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، قبل أن يغلقها، ويتغير فكرياً، قال فيها: كل واحد يقولك روح جاهد اليهود، ودافع عن مسلمى غزة، حد قالك إنى شغال عند والدك، وبعدين يا أخى اعتبرنى جاهل وضال مضحوك عليه، مش انت عارف الصح، وشايف إنه فى إنك تروح تقاتل اليهود دلوقتى، مصدّع دماغنا ليه وقاعد؟! ماتروح تقاتلهم وبطّل نفاق وقعود وكلام بلا عمل».
أضاف الشاب الذى صحب إسلام فى رحلته: «لكن المفاجأة بالنسبة لى أن إسلام، كتب وصيته بعد فترة قصيرة من سفرنا إلى سوريا، وطلب توصيلها لأهله فى حالة وفاته، وكان ذلك صادماً بالنسبة لى، لأن الخوف بدأ يتملكنى، وبدأت أسأل نفسى: ماذا لو ذهبوا لأمى وقالوا لها إننى مت فى سوريا؟».