فيديو صلاة العيد يكشف: «بيت المقدس» لا تتجاوز 100 تكفيرى يستعرضون قوتهم بالقرب من «المدفونة»
بثت جماعة «أنصار بيت المقدس»، أمس الأول، فيديو لأعضائها أثناء صلاتهم لعيد الفطر المبارك، تخللته خطبة ألقاها أبوأسامة المصرى، القيادى بالجماعة، وقالت مصادر أمنية إن الفيديو صُور قرب قرية المدفونة برفح، وكشف العدد الحقيقى لأعضاء الجماعة الذين لا يتجاوزون المائة عنصر، كما أظهر قدراتهم التسليحية، مشيرة إلى أن الجماعة لجأت لتصوير ونشر الفيديو لإثبات الوجود بعد الضربات المتلاحقة التى وجهتها لها قوات الجيش.
وظهر فى الفيديو، الذى نشرته بيت المقدس، ما بين 80 و100 عنصر من عناصر الجماعة، وظهر بعضهم يرتدون ملابس الأعراب، فيما ارتدى آخرون ملابس شبه عسكرية، واهتموا بحراسة باقى أعضاء الجماعة أثناء صلاة العيد والخطبة، وظهروا شاهرين أسلحة ثقيلة وخفيفة، من بينها أسلحة آلية و«آر بى جى»، فيما ظهرت مجموعة ثالثة ترتدى ملابس سوداء بشكل كامل، وجميعهم ملثمون، ويرفعون أسلحة آلية وأعلامهم السوداء مدوناً عليها عبارة التوحيد: «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
وتعمد مصور الفيديو التقاط لقطات واضحة للأسلحة والرجال المكلفين بحماية أعضاء الجماعة أثناء الصلاة، وأظهرت اللقطات سيارات الدفع الرباعى التى يستخدمها أفراد الجماعة، وعليها أعلام القاعدة، بجانب سيارات ربع نقل بدون لوحات معدنية منصوب على صناديقها الخلفية مدافع مضادة للطائرات، وأخرى نصف بوصة مضادة للدبابات والمركبات العسكرية.
وحرص مصور الفيديو على عدم التقاط أى صورة لوجوه المصلين من أعضاء الجماعة، حتى لا يتعرف عليهم أحد، وظهر معظم العناصر وهم ملثمون وبعضهم ارتدى أقنعة سوداء، ووضع مصور الفيديو سحابة بيضاء على وجه القيادى بالجماعة أبوأسامة المصرى، أثناء إلقائه خطبة العيد، حتى لا تنكشف شخصيته، وحرص «أبوأسامة» على توجيه رسالة لـ«أمير جماعة أنصار بيت المقدس»، والذى كان ضمن الحضور، دون أن يحدد اسمه أو كنيته.[FirstQuote]
وقال «المصرى» فى بداية خطبته: انظروا كيف أصبح حال الأمة الإسلامية؟ انظروا ما يحدث لإخواننا فى غزة، فنحن نسمع يومياً الدك من العدو الإسرائيلى على رؤوس إخواننا، ولم نر رد فعل إلا بالإدانة وكلام باللسان لا يقدم ولا يؤخر بعيداً عن العمل ونصرة إخواننا وديننا، فإن الذى منعنا عن نصرة إخواننا فى غزة قوانين قد سنت لا وجود لها فى كتاب الله وسنة نبيه ولا أنزل الله بها من سلطان، ومنعنا عن نصرة إخواننا قوم سلطوا علينا بذنوبهم، فما منعنا عنهم إلا الطواغيت فى مصر وغزة. وتابع المصرى: الجهاد رسالة من الله عز لكل عباده، لذلك رسالتى لأمير جماعة «أنصار بيت المقدس» أن أقول له إن الله عز وجل ألقى على عاتقك حملاً لنصرة دينه، ووضع بين يديك رجالاً لا يهابون الموت، فالله سبحانه وتعالى يبتليك بما أنت فيه. ووجه لأعضاء أنصار بيت المقدس كلمة قال فيها: اعلموا أن الله عز وجل لو قصرنا سيستبدل بنا قوماً غيرنا، يكونون خيراً منا لنصرة دينه وتطبيق شريعته، وأقول لأمرائنا: «اللين اللين والرفق بإخوانكم، فالهوادة مع إخوانكم وشدوا على أعدائكم».[SecondImage]
وأضاف «المصرى»: أما رسالتى لأهلنا فى سيناء، فأقول لهم، الدم الدم، والهدم الهدم، والذى أنفسنا بيده لن نفرط فى حقوقكم ولن نفرط فى دمائكم، ولا دماء أبنائكم، ولن نهدأ حتى ننصر دين الله ونطبق شريعته تعالى، حتى ولو حققنا هذا على أشلائنا، وعلى أجزائنا ممزقة، وعلى دمائنا مراقة. وأنهى «أبوأسامة» خطبته قائلاً: لم يمر خير على أمة الإسلام أفضل من العام المنقضى، حتى ولو قيل قتل منكم، نعم قتل منا، ويقال لقد حبس إخوانكم واعتقل إخوانكم، نقول نعم، ولكن هذه سنة الله عز وجل، سُنة الابتلاء، فعلينا عباد الله بالثبات، فزيدوا من عزيمتكم لنصرة إخوانكم، واعلموا أن العيد بالنسبة لنا ما هو إلا أن نكفر بالطاغوت يداً ولساناً وعملاً.
وعلق مصدر أمنى على الفيديو، قائلاً إن المنطقة التى ظهرت بالفيديو هى منطقة صحراوية على بعد 500 متر فقط من قرية المدفونة بجنوب مدينة رفح، وهى منطقة لا توجد بها أى قوات، وأقرب كمين أمنى لها على مسافة تتعدى الـ50 كيلو، مشيراً إلى أن بث فيديو بهذه الطريقة ليس الهدف منه بث خطبة العيد أو الصلاة، ولكن محاولة لإثبات أن الجماعة لا تزال موجودة على أرض سيناء، بعد الضربات المتلاحقة التى وجهها الجيش لها.
وأضاف المصدر أن الفيديو كشف أن عدد أعضاء الجماعة على أرض سيناء ليس كبيراً، كما ظن البعض، مضيفاً أن أعدادهم كما ظهرت بالفيديو لا تزيد على 100 عنصر.[ThirdImage]
ورأى المصدر أن حرص الجماعة على عرض وتصوير السيارات والأسلحة، ما هو إلا استعراض قوى، يعكس مدى الخوف والرعب الذى انتاب أعضاء الجماعة، والذى ظهر بوضوح من خلال حالة القلق التى سيطرت على الأعضاء الذين كانوا مكلفين بتأمين المصلين.
وكشف المصدر أن الفيديو تم نقله من شبكة الإنترنت، وإرساله لإحدى الجهات السيادية، لدراسته وتحديد المنطقة التى شهدت صلاة العيد بشكل دقيق، لفحصها وتمشيطها بالكامل، لأنها ربما تكون المنطقة نفسها التى يستخدمها الإرهابيون فى التدريب على الأسلحة.