بعد انتهاء الهدنة الإنسانية.. «حماس» وإسرائيل تتبادلان الصواريخ لساعات معدودة
واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس، عمليات إطلاق الصواريخ وتبادل إطلاق النار لعدة ساعات بعد انتهاء الهدنة الإنسانية التى أعلن عنها أمس الأول لمدة 12 ساعة وجرى تمديدها 4 ساعات إضافية، قبل الإعلان عن هدنة إنسانية جديدة لمدة 24 ساعة. وأعلن الجيش الإسرائيلى استئناف عمليات القصف جواً وبراً وبحراً على قطاع غزة، وقال الجيش، فى بيان: «بعد استمرار إطلاق حماس للصواريخ بشكل متواصل خلال الهدنة الإنسانية التى تم الاتفاق عليها من أجل السكان المدنيين فى غزة، سيقوم الجيش الآن باستئناف أنشطته الجوية والبحرية والبرية فى قطاع غزة»، ويأتى الإعلان بعد 10 ساعات من موافقة مجلس الوزراء الأمنى المصغر فى إسرائيل على تمديد التهدئة الإنسانية لمدة 24 ساعة أخرى، وهو ما أعلنت حركة «حماس» رفضه فى البداية وتراجعها عنها بعد ذلك لتعلن موافقتها على طلب الأمم المتحدة بتمديد الهدنة الإنسانية 24 ساعة أخرى، بدءاً من الثانية ظهر أمس.[SecondImage]
وذكرت إذاعة «صوت إسرائيل» الإسرائيلية، أن «الجيش الإسرائيلى دعا سكان القطاع الذين طلب منهم إخلاء منازلهم إلى عدم العودة إليها»، مشيرة إلى أن مناطق «السهل الساحلى وأسدود وعسقلان» تعرضت إلى قصف صاروخى من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، إلا أنه لم يسفر عن وقوع إصابات مباشرة. وحذرت إسرائيل من أنها ستستأنف عملياتها إذا تم اختراق الهدنة من قِبل «حماس». وقالت «صوت إسرائيل»، إن «قرار المجلس الوزارى المصغر بتمديد الهدنة الإنسانية 24 ساعة أخرى، جاء استجابة لطلب الأمم المتحدة»، لافتة إلى أن 5 وزراء أيدوا القرار فيما رفضه 3 آخرون، هم وزير الخارجية المتشدد أفيجدور ليبرمان والوزيران نفتالى بينيت وجلعاد آرادن. وقال سامى أبوزهرى المتحدث باسم «حماس»، إنه «استجابة لتدخل من الأمم المتحدة ومراعاة لأوضاع شعبنا وأجواء العيد، تم التوافق مع فصائل المقاومة على تهدئة إنسانية لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة الثانية ظهراً».
من جانبه، قال وزير الشئون الاستراتيجية والاستخباراتية الإسرائيلى يوفال شتاينتس، إن «موافقة بلاده على الهدنة الإنسانية تعد خطوة تكتيكية تهدف إلى كسب المزيد من الشرعية للعملية العسكرية على الساحة الدولية»، مشيراً إلى أن «الجيش الإسرائيلى أشرف على تدمير غالبية الأنفاق التى تخترق الحدود الإسرائيلية، وأن الهدف من العملية على المدى البعيد يتمثل فى جعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح»، فيما أعلن الجيش الإسرائيلى أن إسرائيل استُهدفت بصواريخ أطلقت من قطاع غزة، مؤكداً أنه لم يرد عليها بغارات جوية. وقال إن 5 صواريخ سقطت فى مناطق «أسدود» و«عسقلان»، بينما اعترضت منظومة الدفاع الجوى «القبة الحديدية» صاروخين آخرين فى وسط البلاد.
وخلال ساعات الهدنة الإنسانية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية انتشال جثث 147 فلسطينياً على الأقل استشهدوا فى الهجوم الإسرائيلى على القطاع، لترتفع الحصيلة الإجمالية لضحايا العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة منذ 20 يوماً إلى 1049 شهيداً. وقال تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة «أوتشا»، إن «165548 فلسطينياً يعيشون حالياً فى 92 مدرسة تابعة لـ(الأونروا) و9 آلاف آخرين فى 13 مدرسة ومنشأة حكومية، بالإضافة إلى 13 ألف نازح آخرين يعيشون مع عائلات»، مشيرة إلى أنه بهذا الشكل يرتفع عدد النازحين إلى 200 ألف فلسطينى منذ بداية الأزمة.[ThirdImage]
وأعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكرى لحركة «حماس»- مسئوليتها عن قصف مدينتى «تل أبيب» و«أسدود» بالصواريخ، رداً على العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وقالت الكتائب، فى بيان، إنها قصفت تل أبيب بصاروخين «إم 75» محلية الصنع، و«أسدود» بخمسة صواريخ جراد. وقالت «صوت إسرائيل» إن جندياً إسرائيلياً قتل نتيجة سقوط قذيفة «هاون» فى أحد التجمعات الاستيطانية المحيطة بقطاع غزة، مشيرة إلى أن اثنين آخرين من جنود الجيش الإسرائيلى توفيا متأثرين بإصاباتهما الأسبوع الماضى فى قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلى الجيش الإسرائيلى منذ بدء الاجتياح البرى لقطاع غزة إلى 43 جندياً.
وكشف مصدر عسكرى إسرائيلى، لـ«صوت إسرائيل»، عن أنه جرى إعلان حالة التأهب فى صفوف قوات الجيش المنتشرة على امتداد الحدود الشمالية فى هضبة «الجولان» وعلى الحدود مع لبنان، تحسباً لاحتمال تصعيد الأوضاع الأمنية عشية حلول عيد الفطر وفى ظل المعارك فى قطاع غزة. وقال المصدر الإسرائيلى إن قوات الجيش رفعت استعداداتها فى الضفة الغربية كذلك واتخذت كافة الإجراءات تحسباً لتجدد المواجهات فى المنطقة.
فى السياق ذاته، تظاهر آلاف الإسرائيليين مساء أمس الأول فى «تل أبيب»، للمطالبة بوقف العملية العسكرية التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بدعوة من ائتلاف منظمات من اليسار واليسار المتطرف هى الأكبر لمناهضى الحرب فى إسرائيل، واحتشد المتظاهرون فى ساحة «إسحق رابين» بوسط تل أبيب، على الرغم من التحذير الذى وجهته إليهم الشرطة قبل ساعات من موعد التظاهرة وإعلانها إياها تجمعاً محظوراً «لدواعٍ أمنية»، ورفع المتظاهرون لافتات منددة بالحرب كُتب على بعضها «هناك طريق آخر غير الحرب»، و«أطلقوا سراح غزة الآن.. دعوهم يعيشوا»، و«أوقفوا الحرب والاحتلال». فيما خرجت تظاهرة أخرى صغيرة بمشاركة مئات من أنصار اليمين المتطرف، تأييداً للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. وانتشرت قوات الشرطة الإسرائيلية للفصل بين الطرفين ومنع أى احتكاك بينهما، فيما اعتقلت 8 متظاهرين يمينيين خلال التظاهرة.
وفى لندن، تظاهر الآلاف أمس الأول للمطالبة بـ«إنهاء المجزرة فى غزة»، وتجمع المتظاهرون الذين رفعوا أعلام فلسطين ولافتات تدعو إلى «إنهاء الحصار الإسرائيلى» لقطاع غزة، أمام سفارة إسرائيل فى حى «كينسنجتون» غرب لندن، وخرج المتظاهرون فى مسيرة نحو ساحة البرلمان البريطانى ثم مقر الحكومة، مرددين هتافات: «عار عليك يا ديفيد كاميرون»، و«إسرائيل دولة إرهابية» و«غزة لا تبكى لن نتركك تموتين» و«الله أكبر». ورغم الحظر والتحذيرات، خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع فى وسط العاصمة الفرنسية باريس، للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين فى تظاهرة محظورة تخللتها حوادث شغب، فيما خرجت تظاهرات أخرى مؤيدة للفلسطينيين فى هدوء فى العديد من المدن الفرنسية الأخرى.
ومن جانبه، أعلن رئيس وفد مجلس الشورى الإسلامى الإيرانى حسن كامران أمس، عن توجهه إلى القاهرة اليوم ومنها إلى غزة فى حال صدور تأشيرات الدخول من قِبل السفارة المصرية، وأوضح «كامران» -لوكالة أنباء «فارس» الإيرانية- أن أكثر من 30 نائباً من نواب مجلس الشورى الإسلامى، قد تطوعوا للانضمام إلى الوفد المتوجه إلى غزة فور الإعلان عن ذلك، إلا أنه تم اختيار 5 نواب بالقرعة من مجموع النواب المتطوعين.
وشنت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية هجوماً عنيفاً على وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بسبب مبادرته التى طرحها لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، مؤكدين أن المبادرة أعطت جائزة لـ«الإرهابيين» وتغاضت عن مطالب إسرائيل الأمنية. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، إن «المقترح الأمريكى لم يتضمن السماح للجيش الإسرائيلى بمواصلة هدم الأنفاق، كما أنه جعل حركة حماس نداً لإسرائيل بشكل متساوٍ، ولم يذكر على الإطلاق السلطة الفلسطينية أو الرئيس محمود عباس، كما أنه لم يتطرق إلى مسألة نزع السلاح فى غزة».