عمرو يوسف: «الداخلية» لم تمارس أى ضغوط على «عد تنازلى»
نفى عمرو يوسف أن تكون وزارة الداخلية قد مارست أى ضغوط على مسلسله «عد تنازلى»، مؤكداً أن الوزارة على العكس من ذلك دعمته، وأنه استعان بضباط حقيقيين فى بعض مشاهد العمل. وأضاف «عمرو» فى حواره مع «الوطن» أنه سعيد بردود الفعل التى تلقاها على دوره وعلى العمل ككل، مشيراً إلى أن إجماع الجمهور والنقاد على نجاح العمل معادلة صعبة، ولكنه استطاع تحقيقها فى السنوات الأخيرة.
■ قلت أكثر من مرة إن «سليم» الذى تؤدى شخصيته ليس إرهابياً رغم ارتكابه عدداً كبيراً من جرائم القتل والتفجير.. كيف؟
- بالفعل «سليم» ليس إرهابياً بالمعنى المتعارف عليه، بينما يطلق على «جابر» وأعوانه مسمى «الإرهابيين». «سليم» اختبأ بينهم كى يجلب حقه، وأكد أكثر من مرة خلال حواره مع «جابر» أنه ليس مقتنعاً بأفكارهم، لأن لديه هدفاً معيناً، وهو أن يأخذ حقه من الضابط «حمزة»، فـ«سليم» لم يجد من يقف بجواره عندما خرج من المعتقل، ورأينا «جابر» وأعوانه لديهم قدرة غريبة على الإقناع، أيضاً أريد أن أوضح أن «سليم» الذى دخل المعتقل يختلف عن «سليم» الذى خرج منه بعد أن أصبح شخصاً غير متوازن، واكتشف بعد ذلك أنه لن يستطيع الخروج عندما قال لـ«جابر» إنه لن يستمر معهم، وهنا هدده «جابر» بأنه سيقتل زوجته «غادة»، وهى الشىء الوحيد الذى يخاف عليه «سليم» بشدة.
■ ما رسالة المسلسل؟
- أريد أن أبعد عن فكرة الرسالة، فنحن نقدم مسلسلاً درامياً فيه أحداث، لكن العمل يظهر لنا أن هناك أشكالاً كثيرة من الظلم يمكن أن يتعرض لها أى شخص، وكل شخص له أسلوبه فى طريقة التعامل والتعاطى مع شكل ظلمه، وأحب أن أقدم العمل وكل شخص يشاهده بطريقته، وتفكير «سليم» المظلوم فى البداية ذهب إلى الانتحار، وتراجع عنه بسبب زوجته، وصُدم مما رآه فى المجتمع عندما تم طرده من العمل، ثم الصعوبة التى واجهها عندما كان يبحث عن عمل، ليشاهد فجأة أمامه الضابط الذى كان سبباً فى كل ما مر به.
■ قلت إن «سليم» ظُلم وصُدم مما رآه من المجتمع فى طريقة التعامل معه، معنى هذا أن المجتمع أيضاً عليه لوم فى التعامل مع الأشخاص بعد خروجهم من المعتقل؟
- هذه نقطة مهمة، وهى فكرة تقبل الآخر، الحمد لله مصر ليس بها تعدد طوائف، لكن هناك أشكالاً أخرى من «الآخر»، و«سليم» بعد خروجه من المعتقل رفضه المجتمع، وهذا الرفض عليه عامل كبير لما وصل له، وهو السبب أيضاً الذى جعله يختبئ وسط الجماعات الإرهابية، لأنه لم يجد من المجتمع سوى الظلم وتم إغلاق الباب فى وجهه.
■ ماذا عن ردود الفعل التى وصلتك على الدور؟
- لم أكن متخيلاً ردود الفعل القوية والإيجابية التى وصلتنى منذ عرض الحلقة الأولى، وهنا لا أتحدث عن عمل من بطولة عمرو يوسف، ولكنى أتحدث عن العمل ككل لأنه عمل جماعى، هناك مخرج ومؤلف وفنانون زملاء، وشركة إنتاج لم تبخل على العمل، ومدير تصوير، هذا ما جعل الناس تقول إننى قدمت دوراً ممتازاً. فكرة توحد الجمهور مع الشخصيات مهم جداً، وهو ما لمسته من الناس فى الشارع والأسئلة التى تطرح علىّ عن «سليم» و«غادة»، فالشخصيات خلقت حالة من العشرة مع الجمهور، والحمد لله أن أحداً لم يمل من المسلسل، وبصراحة شديدة أتوقع دائماً ردود فعل معقولة كى لا أحزن إذا لم تكن على قدر التوقعات، والحمد لله الجميع سعيد.
■ هل تتابع ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعى؟
- أتابعها بشكل جيد بحكم أننا كنا نصور حتى يوم 25 رمضان، وردود الفعل أيضاً إيجابية جداً، خاصة أن الأحداث كانت تخلق نقاشاً بين المتابعين، «سليم» سيفعل كذا وسيتراجع عن كذا، «سليم» ما زال يحب «غادة»، وغيرها الكثير من التساؤلات.
■ وماذا عن تعاونك مع حسين المنباوى فى أول أعماله الإخراجية؟
- حسين المنباوى لديه رؤية وفكر منظم، وأنا أعرفه قبل هذا التعاون، حيث كان هناك عمل سيجمعنا لكنه لم يكتمل، وله أعمال بسيطة لكنها رائعة، وكنت متحمساً له منذ البداية، والحمد لله أن تحمسى كان فى محله.
■ لماذا استقررت على «عد تنازلى» كى تشارك به فى رمضان؟
- عندما عرض علىّ «عد تنازلى» لم تكن هناك شركة إنتاج تتولى إنتاجه، وفى الوقت ذاته عرضت علىّ أعمال جاهزة بالإنتاج، لكنى تمسكت بـ«عد تنازلى»، وعندما ذهبت أنا والمؤلف تامر إبراهيم لمقابلة المنتجين إيهاب السرجانى وأحمد حلمى تحمسا بشدة للعمل مثلنا تماماً. وتحمسى للعمل جاء منذ قراءة الحلقات، وكلما كنت أنتهى من قراءة حلقة أجد نفسى أقرأ الحلقة التالية، هذا إلى جانب أن شخصية «سليم» درامياً غنية جداً، والمسلسل جذاب جداً.
■ ولماذا رفضت شركات إنتاج أخرى العمل؟
- عرضت المسلسل على ثلاث شركات إنتاج قبل إيهاب السرجانى، حيث إننى لم أكن أعرفه، لكنه قال لى منذ فترة طويلة إنه يرغب فى أن يكون هناك تعاون بيننا، والمؤلف تامر إبراهيم كان قد عمل معهم من قبل فى فيلم «على جثتى»، فذهبت أنا وتامر وقابلنا إيهاب السرجانى ورشح المخرج حسين المنباوى للإخراج وكندة أيضاً ثم توالت باقى الترشيحات، أما الشركات الأخرى فلم تكن ترفض بالمعنى المفهوم، ولكنهم كانوا استقروا على الأعمال التى سيشاركون بها فى رمضان.
■ ما أصعب المشاهد؟
- كل مشاهد المسلسل كانت صعبة، مهما كان المشهد يبدو سهلاً لكنه فى الأداء يكون صعباً، لكن أصعب المشاهد عندما زاره فى المنزل الضابط الذى عذبه فى المعتقل، والمشهد الذى جمعنى مع كندة علوش عندما كان يقول: «سليم إرهابى.. سليم مجنون»، أيضاً مشهد محاولة الانتحار، ومشاهدى مع الشيخ جابر، والمشهد الذى يقول فيه «سليم» لـ«غادة» بحبك.
■ هل واجهتم أى ضغوط من وزارة الداخلية؟
- إطلاقاً، على العكس «الداخلية» دعمتنا بتشكيلات، وكان معنا ضباط حقيقيون أثناء تصوير بعض المشاهد، وأحب أن أوجه شكرى للرقابة وللداخلية.
■ أجمع الجمهور والنقاد على نجاح المسلسل فكيف حققت هذه المعادلة الصعبة؟
- بالفعل هى معادلة صعبة، والحمد لله للسنة الرابعة على التوالى أستطيع أن أكون ضمن هذه المعادلة، بداية من «المواطن إكس»، مروراً بـ«طرف ثالث» و«نيران صديقة» و«عد تنازلى»، وهناك نقاد أطلقوا على «عد تنازلى» الحصان الرابح، وهذا شىء يسعدنى، وأتمنى أن أظل محافظاً على هذه المعادلة.