"فلسطين" في ليلة القدر.."مبارك" ذكرها صراحة و"مرسي" تلميحا و"الطيب" وفاء
"فلسطين" القضية الحاضرة، في كل ليلة قدر، حتى وإن اختلفت مواقف هؤلاء جميعًا من دعمها، فمنذ عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، مرورًا بالرئيس المعزول محمد مرسي، وحتى الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، لم تتلعثم ألسنة الحضور في تلك الليلة المباركة، عن ذكر قضية شعب، يعاني الحصار، وظلم العدوان الغاشم، ويسقط كل يوم منه شهيد، على يد محتل غاشم، لا يعرف عن "الإنسانية" شيئًا.
ليلة القدر الأخيرة للرئيس المخلوع، والتي كانت في رمضان عام 2010، تحدث فيها صراحة عن دعم مصر للقضية الفلسطينية، وأكد على أنها المفتاح الإقليمي لأمن مصر واستقرارها، ولم ينسى مبارك في خطابه الحديث عن المواجهات الصعبة والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي والعربي.
"ستبقى القضية الفلسطينية مفتاح الأمن الإقليمى بمنطقتنا، والطريق لحل باقى أزماتها وقضاياها، لم يعد من المقبول أو المعقول أن تراوح عملية السلام مكانها، ما بين تقدم وانحسار، وانفراج وانتكاس، في وقت تستمر فيه معاناة الشعب الفلسطينى، ما بين قهر الاحتلال وانقاسم قادته وفصائله"
كلمات صريحة تفوه بها مبارك أمام الحضور، ليخبر العالم أن مصر لن تتخلى عن القضية الفلسطينية التي هي بمثابة قضية أمن قومي لمصر.
لم ينسَ مبارك في حديثه أيضًا تناول الجهود التي تبذلها مصر لإحياء مفاوضات السلام وتوحيد الصف الفلسطيني، "لقد تواصلت جهود مصر لإحياء مفاوضات السلام، ولإعادة توحيد الصف الفسطينى، وكما أكدت منذ أيام قليلة فى واشنطن، فإننا عازمون على مواصلة جهودنا، وصولًا لإتفاق سلام عادل ومشرف، يحقق الأمن للجميع، ينهى الاحتلال، ويضع الشرق الأوسط على مسار جديد، ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، بمسجدها الأقصى وحرمه الشريف".
الكلمات الأخيرة التي قالها مبارك لم يمتلك مرسي الجرأة الكافية لقولها صراحة، في خطابه الذي ألقاه في ليلة القدر الوحيدة التي قضاها في قصر الاتحادية قبل أن يتم عزله، لكنه لمح إلى تحرير المسجد الأقصى وأن الأمة المصرية قد أفاىقت من غفلتها بعد ثورة يناير، وقال في نص كلمته: "وجاءت الهجمة الغربية والمسيحية كانت منهم بريئة وطوعت الشعار واستخدمت الدين، وهب المصريون وحرروا المسجد الأقصى بقيادة صلاح الدين، وها هى الأمة تنتفض لتقود بعدما ظلت جاثية، وها هى مصر تنتفض وأيضا فى رمضان، فكان نصر العاشر من رمضان دليل نهضة، وعندما قامت ثورة الخامس والعشرين وكان المصريون على قلب رجل حققت بعضها أهدافها".
وفي أول ليلة قدر، يحضرها الرئيس الجديد، عبد الفتاح السيسي، حضرت القضية الفلسطينية، على لسان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي وجه رسالة للعرب وللمسلمين، مستشهدًا بقوله تعالى: "وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا"، موضحًا أن الكيان الصهيوني لم يكن يجرؤ على ارتكاب مجازره لولا تفتت العرب، مؤكدًا إن إسرائيل ترتكب مجازرها وسط صمت العالم، ومشددًا على أنه لو كان العرب وفلسطين على قلب رجل واحد لما فعل الكيان الصهيوني مجازره بحق الشعب الفلسطيني، وأنهى حديثه بكلمات وفاء للقضية، قائلًا: "القضية الفلسطينة لا تفريط بها حتى وإن طال الزمن"، حديث "الطيب" عن القضية الفلسطينية، جاء في وقت انشغل فيه الرئيس الجديد، بقضية الإرهاب، والمجزرة الأخيرة، التي راح ضحيتها 31 ضابطا ومجندا من أبناء القوات المسلحة، وهي قضية لا تقل أهمية عن القضية الفلسطينية، فأخذت حيزًا كبيرًا من تفكير الرئيس، الذي فلم يتذكر في خطابه الأوضاع في فلسطين، واكتفى بكلمات "الطيب" عن أرض المعارك.