فى مشهد جنائزى مهيب يوم الأحد الماضى، تم تشييع جثمان 21 شهيداً من رجال القوات المسلحة الأبرار إثر الهجوم الإرهابى الخسيس على أحد الأكمنة التابعة لقوات حرس الحدود بواحة الفرافرة فى الوادى الجديد عند الحدود الغربية المصرية. ويعد هذا الحادث الإرهابى مؤشراً على تحوَّل نوعى فى اتساع نطاق الأعمال الإرهابية من مناطق الحدود الشرقية إلى مناطق الحدود الغربية فى محاولات يائسة لعرقلة مسيرة الوطن نحو التقدم والتنمية. وكانت مجموعة من 30 إرهابياً مسلحاً من المهربين قد هاجموا الكمين قبل موعد الإفطار بنحو ساعتين، وكانوا يستقلون سيارات دفع رباعى ومزودين بأسلحة «آر بى جى» و«جرينوف» ويرفعون علم تنظيم القاعدة الإرهابى، وعقب الهجوم الخسيس قامت طائرات الهليوكوبتر العسكرية بتمشيط المناطق المحيطة بحثاً عن الإرهابيين الذين فروا بعد الجريمة دون التمكن من اصطيادهم. والشىء المثير للدهشة أن هذا هو الحادث الإرهابى الثانى لمهاجمة الكمين ذاته بعد ثلاثة أشهر من حادث مماثل راح ضحيته ضابط وخمسة جنود. وكانت المجموعة الإرهابية قد استهدفت هذه النقطة الأمنية بالقرب من واحة الفرافرة، وأثناء تبادل إطلاق النيران مع تلك العناصر الإرهابية تم استهداف مخزن للذخيرة بطلقة «آر بى جى» مما أسفر عن سقوط 21 شهيداً من الضباط والجنود وإصابة أربعة جنود، كما تم قتل أربعة من العناصر الإرهابية وإبطال مفعول عربتين مجهزتين للتفجير بداخلهما كمية من الأسلحة والذخائر. ومع الإقرار بالجهود المضنية للقوات المسلحة فى مجال الرصد والاستطلاع واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية قبل وقوع الجريمة بدلاً من الإجراءات العلاجية بعد الوقوع فى المحظور فإن الأمر يتطلب المزيد من الحيطة والحذر. فمنذ أيام تم تشييع جنازة شهيد الشرطة الأمين السيد إبراهيم السيد، الذى لقى مصرعه إثر قيام إرهابيين بإطلاق الرصاص عليه أثناء توجهه لعمله بقرية المساعيد بشمال سيناء وذلك بمسقط رأسه بقرية أبوخليفة بالإسماعيلية، ومن جهة أخرى استطاعت مباحث شرطة السلوم بالتعاون مع قوات حرس الحدود إحباط محاولة تسلل 47 مصرياً للحدود المصرية الليبية بطريقة غير مشروعة ووجودهم بمنطقة عسكرية محظور تواجد المدنيين فيها، كما أشار وزير الداخلية أثناء زيارته المفاجئة لمحافظة أسوان إلى أن رجال الشرطة بالتعاون مع عناصر القوات المسلحة تمكنوا من إحباط عدد من العمليات الإرهابية التى كانت تستهدف المنشآت العامة والحيوية. ومعنى ذلك أننا أمام معركة ضارية مع العناصر الإرهابية والتكفيرية مما يتطلب اليقظة التامة واستنفار كل الجهود للتعامل بيد من حديد مع الإرهاب فى الداخل والخارج، حفظ الله مصر، ومصر فوق الجميع.