الصائم المتلفظ بالبذاءات بحجة الصيام.. هل يجوز عمله؟
تواصل دار الإفتاء المصرية، الرد على الفتاوى التي تُرسل إليها من المتابعين عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث ورد إليها سؤال: هناك من الناس من يتحجج بأنه صائم للتلفظ بألفاظ خارجة ويقول (أنا صايم) وقد تنظر عيناه إلى المحرمات ويقول (إنه يتسلى) فهل هذا العمل جائز من الصائم؟
وجاء رد دار الإفتاء: إن شهر رمضان موسم عظيم للطاعات والعبادة والتطهير الحسي والنفسي وكان صلى الله عليه وسلم يكثر فيه من العبادة ويحث على فعل الخير والاجتهاد في الطاعات، وروى أن جبريل كان ينزل ليدارس رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، والنبي صلى الله عليه وسلم قدوة للمسلمين فشأن المسلم في رمضان أن يتلو القرآن ويصلي لربه ويذكره ويتحلى بالفضائل ويتجنَّب الرذائل لأنه يضيع وقته ويخدش صومه ويشوه أخلاقه، وعلَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن "الصوم جُنَّة" أي وقاية، فإذا كان أحدنا صائمًا وقاتله أحد أو شتمه فليقل "إني صائم إني صائم"، والله تبارك وتعالى يقول عن الإنسان: "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"(ق 018)، أي مراقب وصاحب يرقب فعله وقوله، وكل ذلك يكتب ليحاسب عليه ويقول صلى الله عليه وسلم: "إن الله عند لسان كل قائل، فليتق الله عبد ولينظر ما يقول".
فالواجب على الصائم أن يمنع لسانه من الكذب وقول الزور والكلام البذيء السيئ لأن الحديث النبوي الشريف يقول "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "ليس الصيام من الطعام والشراب، وإنما الصيام من اللغو الرفث فإن سبَّك أحد أو جَهِلَ عليك فقل إني صائم إني صائم".