أهالي العريش يروون تفاصيل الحادث الإرهابي.. و"سامية": "محمد كان أمانة في رقبتي ومات"
حرب تدور رحاها بين قوات الأمن والجماعات المسلحة من "تكفيرين وجهادين" فالشهر الكريم الذي تصفد فيه الشياطين، يسعى الإرهابيون في الأرض فسادا لاستهداف الأبرياء.
قال عمر السواركة، "بدأت حرب القذائف والصواريخ، والجماعات المسلحة استهدفت الكتيبة الأمنية "101" في حي الضاحية بالعريش بقذيفتين هاون لتسقط إحداهما أمام صيدلية بحي الضاحية السكني ليقتل ويصيب أكثر من 30 شخصا من المدنيين، ويستشهد مجند ويصاب 3 آخرين من الكتيبة، نقلوا جميعا إلى المستشفى العسكري بالعريش".
وأضاف محمد مختار، من أهالي حي الضاحية بالعريش، "كنت جالسا على إحدى الكافيهات بمنطقة الرائد العربي بتفرج على نهائي المونديال.. فجأة سمعت والجميع من حولي دوي انفجار اهتز له الحجر قبل البشر، سادت حالة من الفزع بين الجميع، واعتقدنا أن هناك قصفا وشوفنا دخان طالع من مكان قريب، جرينا بسرعة على المكان"، وهناك شوفنا المأساة: "أمام سوبر ماركت الخير والصيدلية المجاورة له، واجهات مهشمة، وجثث ملقاة على الأرض، وناس بتصرخ.. والدماء على الأرض".
وأكمل: "الناس بتجري لنقل جرحى لسه فيهم الروح بعربيات وموتسيكلات". وأشار إلى أن أكثر المشاهد بشاعة كان لجثة طفل عبارة عن "أشلاء متناثرة"، وسط تحذيرات باحتمالية حدوث تفجير آخر.
وصلت الإسعاف بعد دقائق، وتم نقل المصابين، ووصلت سيارات الشرطة والمدرعات.. أمهات تجري بحثا عن أولادهن.. وقفت أمام أم بتصرخ، وماسكة "فردة جزمة في إيديها وتقول وهي منهارة دي جزمته.. دي جزمته" حسبي الله ونعم الوكيل.
أما الناشطة منى الزملوط فقالت إن قوات الأمن "جيش وشرطة"، بمساعدة المخابرات لم تستطع إحباط القذائف قبل انفجارها ووقعت في ضاحية السلام وقتلت مدنيين، بجوار ووسط المقار العسكرية بالعريش.
وقالت "سامية"، لقد مات محمد ابن أختي، والذي ماتت أمه منذ عامين وتركته أمانة في رقبتي "محمد أيمن بكير- 22 عاما"، كان يعيش معي في الضاحية بالعريش.
وبلهجة هستيرية، قال أحد أبناء حي الضاحية بالعريش، "لقد قمت مع أصدقائي بإسعاف المصابين ولملمة أشلاء الضحايا أمام صيدلية مغلقة، وكانت بينهم طفلة صغيرة، 10 سنوات، لم أر إلا نصفها فقط، وهي الآن موجودة بثلاجة المستشفى بالعريش".
وعن المشهد في مستشفى العريش، فكان مختلفا تماما، فما أن سمع أهالي العريش نبأ الانفجار حتى هرعوا إلى المستشفى، وسط نداء بالتبرع بالدم، ومناشدات الأطباء والممرضين بضرورة سرعة التوجه إلى مستشفى العريش العام.
مشهد مأساوي في العريش، ليبيت الأهالي أمام المستشفى والمشرحة، حتى يُسمع دوي إطلاق نار كثيف، قالت مصادر أمنية إن مجموعة مسلحة تتبادل إطلاق الرصاص مع قوات الأمن، بالقرب من أحد المقار الأمنية بمدينة رفح.
وتواصل قوات الأمن حملاتها في رحلة البحث عن مرتكبي الحادث الإرهابي.