الانشقاقات تضرب «داعش»: مؤيدو «والى الرقة» ينقضون بيعة «البغدادى» وإعلان «أبولقمان» الخليفة
بدأت الانشقاقات تضرب تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، المعروف إعلامياً بـ«داعش»، وتصاعد الصراع على منصب «الخليفة» بعد رفض بعض أنصار التنظيم مبايعة أبوبكر البغدادى، خليفة للمسلمين، وإعلان آخرين «فسخ بيعتهم»، حسب وصفهم، فيما هاجم التيار السلفى «داعش» معتبراً أنه «صنيعة أمريكية لقتل المسلمين وتقسيم المنطقة».
من جانبه، أعلن أبولقمان، والى التنظيم فى مدينة الرقة، انشقاقه عن «داعش»، مطالباً بأحقيته فى «الخلافة» بدلاً من «البغدادى»، الذى أعلنه التنظيم خليفة فى وقت سابق، وفقاً لتصريح أبومحمد العدنانى المتحدث باسم «داعش». ونشر مؤيدو «أبولقمان»، هاشتاج على موقع التواصل الاجتماعى، تويتر، باسم «أبولقمان خليفتنا فى الشام»، تحدثوا خلاله عن جمع نحو 3 آلاف بيعة لإعلان فسخ بيعة «البغدادى»، ومبايعة «أبولقمان» والى الرقة خليفة، وزعم المؤيدون أن «أبولقمان» ينحدر من عشيرة «العجيل» من الأشراف وآل البيت، على عكس «البغدادى» مجهول النسب والعائلة، حسب وصفهم.
فى المقابل، هاجمت الدعوة السلفية تنظيم داعش، وقال عادل نصر، عضو مجلس إدارة الدعوة، إن أنصار «داعش» يتبنون فكراً تكفيرياً، ويقتلون المسلمين فى العراق وسوريا، وهم صناعة أمريكية تهدف لتنفيذ مخططات صهيونية، لتقسيم المنطقة. وأضاف، خلال المعسكر الذى أقامته الدعوة فى الفيوم، بمسجد الصحابة بمركز طامية، لمحاربة الفكر التكفيرى بمصر: «إعلان زعيم داعش أميراً للمؤمنين، وخليفة للمسلمين، يدل على خلل كبير فى مفاهيم الأمة، لأنه تكفيرى يكفر المسلمين ويستحل دماءهم، فكيف يكون خليفة لهم؟».
وتابع: «كيف لمن يسمى نفسه خليفة المسلمين أن يقتل المسلمين وأهل السنة، ثم يتجه لضرب المملكة العربية السعودية، وبعد نجاح مهمته فى سوريا فى قتل أهل السنة وتمكين بشار الأسد، وفت عضد المقاومة السنية هناك، يتجه إلى العراق ليقتل أهل السنة والمسلمين؟».
واستطرد: «حين سئل أمير جماعة داعش عن سبب قتل المسلمين فى العراق وترك إسرائيل وإيران، فكان رده بأنه يبدأ بقتل المنافقين أولاً، وهى ادعاءات لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل المنافقين وكان يحاورهم بالحكمة والإقناع». وقال الشيخ محمود عبدالحميد، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، فى تصريحات صحفية أمس الأول، إن من أهم الأسباب التى أدت إلى الاختلاف بين المسلمين هو الجهل الذى يجعل صاحبه يهذى بما لا يعرف، والتعصب الأعمى الذى لا يقوم على بينة ولا دليل، وأن يعجب الرجل بعقله ورأيه وإن خالف ذلك نصاً صريحاً إلى جانب ترك العمل ببعض النصوص الشرعية من الكتاب والسنة.
من ناحيته، دافع أسامة حافظ، نائب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، عن التنظيم الإرهابى، قائلاً: «لا أدرى ما سر هذه الهجمة الشرسة على داعش من الإسلاميين، فيقولون فكرها تكفيرى متطرف، فقل لى بالله عليك مَن مِن حكام المسلمين يخلو من الشذوذ الفكرى والتفكير الإقصائى، فهذا بعثى وذاك ناصرى وآخر ليبرالى وهذا مريض نفسى وهناك متخلف عقلياً، ولم يصدر فى حقهم شىء».
واختتم: «مفهوم أن الغرب يهاجمهم لأنهم إسلاميون وأنهم ضد مصالحه فى المنطقة، فهو لا يهمه التطرف ولا القتل ولا التكفير، أما أنتم فلماذا تسكتون عن كل ذوى العاهات الفكرية والعقلية فى كثير من حكام العرب ووقفت داعش فى حلوقكم؟». وحول موقف القيادى فى الجماعة الإسلامية، الداعم لـ«داعش»، قال أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية: «أمراء الجماعة الحاليون تراجعوا عن مراجعاتهم السابقة، واتجهوا للعنف مرة أخرى، ومن الطبيعى خروج بعض القيادات للتعاطف مع تنظيم إرهابى لاستحضار صورة الخلافة الإسلامية».