على صوت الرصاص وضجيج الهاون يفطر الصائم في سيناء.. "وانطلق مدفع الإرهاب"
على صوت طلقات الرصاص وضجيج قذائف الهاون، يفطر الصائم بحسب التوقيت المحلي لسيناء، فيؤذن الإرهاب بالفوضى والعنف من الحدود، بوابل من النيران يسكن جسد جندي صائم محارب، وضجيج صواريخ تدك المنازل فتتناثر أشلاء الضحايا، فالشهر الذي تصفد فيه شياطين الجن عن الخبائث، يسعى شياطين الإرهاب في الأرض فسادا.
رمضان 2012، جلس الجنود في مكان خدمتهم بأحد كمائن رفح، على مائدة الإفطار، منتظرين أذان المغرب، ولم يمض إلا دقائق معدودة، واختلطت الدماء والأشلاء بالطعام، فقتل الإرهاب 16 مجندا في رمضان، في مجزرة، عرفت إعلاميا بمذبحة "رفح الأولى"، التي كانت عدوانا غاشما، ممن يتخذون الدين ستارا لأفعالهم.
عامان مرا على المذبحة الأولى، ولم يدرك "الإرهاب الجاهل" حرمة الشهر الكريم، فمدعي الجهاد قرروا ترك العدو الحقيقي في إسرائيل، يقصف جيشه الأطفال والشيوخ والنساء في غزة، وقرر في "15 رمضان"، استهداف المدنيين بقذيفة "هاون"، استشهد على إثرها 7 من الأبرياء، و25 آخرين في حالات حرجة، يصارعون الموت في مستشفى العريش العام، وعلى معسكر قطاع تأمين شمال سيناء، كانت قذيفتان "هاون" أطلقتا واسفرت عن استشهاد مجند، وإصابة 3 آخرين.
"أشلاء وجثث ودماء"، هذه هي مائدة إفطار الإرهابيين في الشهر الفضيل، ففرحة الصائم تكون بفطره، وفرحة الإرهابي تكون بإفساد شهر صومه، فيجمع بارود العنف، ويعد صواريخ الإفساد في الأرض، فيقذف ويدمر، ويعلن صراحة "انطلاق مدفع الإرهاب".