الأمم المتحدة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة
دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم، إلى وقف إطلاق النار في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المتمركز في قطاع غزة.
وصدق أعضاء مجلس الأمن الـ15، على بيان دعوا فيه إلى نزع فتيل العنف واستعادة الهدوء واستئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين بهدف إبرام اتفاق سلام شامل بناء على حل الدولتين.
ودعا البيان إلى إعادة العمل باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر، بوساطة مصرية، لكنه لم يحدد إطارا زمنيا عندما دخل حيز التنفيذ.
ويعد البيان الصحفي، وهو غير ملزم من الناحية القانونية ولكنه يعكس رأيا دوليا، يعد أول استجابة من جانب أقوى كيان في الأمم المتحدة، والذي يشهد حالة من الانقسام الشديد بشأن الصراع "الفلسطيني- الإسرائيلي".
ويتضمن مشروع القرار المبدئي، إدانة لجميع أشكال العنف ضد المدنيين في الصراع "الفلسطيني- الإسرائيلي"، ودعوة إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم ويحظى باحترام كامل، ويشمل مشروع القرار التعبير عن القلق الشديد إزاء العنف المتزايد والوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، وبخاصة في غزة، والخسائر البشرية الفادحة في صفوف المدنيين، ومن بينهم أطفال. ولكن مشروع القرار لا يحمل أية إشارة إلى الصواريخ التي تطلق من غزة، ما قد يجعله غير مقبول من جانب الولايات المتحدة العضو الدائم في مجلس الأمن وصاحبة حق النقض "فيتو".
من جانبه، قال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن الفلسطينيين يفهمون أن وقف إطلاق النار يجب أن يدخل حيز التنفيذ على الفور، مضيفا "سوف نراقب عن كثب لنرى ما إن كان الإسرائيليون سيستجيبون لدعوة المجلس، ونأمل أن يفعلوا، وإذا لم يستجيبوا، فلدينا الكثير من الأدوات في ترسانتنا. ولن نسمح لمجلس الأمن بأخذ استراحة لدقيقة. إن مهمته أن يحفظ السلم والأمن الدوليين، إن مهمته وقف هذا العدوان ضد شعبنا.
وأشار منصور، إلى أن العالم العربي والإسلامي والداعمين الدوليين للفلسطينيين غاضبون بسبب تلكؤ مجلس الأمن في الرد على الهجوم الإسرائيلي، الذي بدأ الثلاثاء، وأضاف السفير الفلسطيني أن قرارا مقترحا لمجلس الأمن، كان الفلسطينيون وداعمون لهم قد صاغوه، ساهم في فرض ضغط على مجلس الأمن لتمرير البيان.
وتابع الدبلوماسي الفلسطيني قائلا: إنه إذا لم يستجب الإسرائيليون على الفور لدعوة وقف إطلاق النار، فمن بين الخيارات العودة إلى المجلس لمتابعة التصديق على مشروع القرار الذي يحمل إلزاما قانونيا حال تمريره.
بدورها، دافعت الولايات المتحدة، عن الهجمات الإسرائيلية التي تأتي ردا على وابل الصواريخ التي تطلق على إسرائيل من غزة، غير أن بعض الأعضاء الأخرين في مجلس الأمن شجبوا الغارات الجوية الإسرائيلية التي قال منصور إنها قتلت أو أصابت أكثر من 1000 فلسطيني. ولم يكن هناك ضحايا في إسرائيل جراء إطلاق الصواريخ المتواصل.
وفي سياق متصل، أكد مسؤول أمريكي -اشترط عدم الافصاح عن هويته- دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجمات حماس، وقال: "إننا لا نزال نشعر بقلق بشأن خطر مزيد من التصعيد، ونجدد التأكيد على الحاجة إلى أن تبذل جميع الأطراف كل ما بوسعها لحماية أرواح المدنيين واستعادة الهدوء، لم تزل الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة في تسهيل وقف إطلاق النار وتأمل في وضع حد للعنف الجاري سريعا.
ولم يشر بيان مجلس الأمن بشكل مباشر إلى إطلاق الصواريخ من قبل حماس ولا رد إسرائيل عليها، وأعرب المجلس في بيانه الصحفي عن قلقه الشديد إزاء الأزمة المتعلقة بغزة، وحماية ومعيشة المدنيين في الجانبين، داعيا إلى احترام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين.