شيخ الأزهر: ابتلاء الله للعبد رحمة به.. والرحمن أبلغ من الرحيم
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن القرآن الكريم قد عُنى بصفة الرحمة، فذكرها في 104 مواضع، وذكر الرحمن الرحيم في 176 موضعًا، وهذا يدل على أن رحمة الله شاملة وعامة، في مقابل رحمة العبد التي هي ناقصة وخاصة، وذلك أن رحمته سبحانه وسعت كل شيء، كما ورد فى قوله تعالى: (وَرَحْمَتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ)، فهي في الدنيا تسع البر والفاجر، المؤمن والكافر، فلا مخلوق إلا وقد وصلت إليه رحمة الله، وغمره فضله وإحسانه، ولكن الرحمة الخاصة المقتضية لسعادة الدنيا والآخرة، ليست لكل أحد.
وأضاف الطيب، في تصريحات إعلامية، "أن ابتلاء الله للعبد هي رحمة به؛ لأن عاقبته تؤول إلى تحقيق منافع له تفوق في لذتها وحلاوتها مرارة الابتلاء بملايين المرات، وكذلك من رحمة الله تعالى بعباده أن أرسل لهم رسلاً، وأنزل معهم كتبا؛ لهدايتهم وتوضيح الحقيقة لهم، فلو أن الله خلق الخلق وتركهم دون رسل ودون كتب، فماذا يكون حالهم تجاه معرفة الله، ومعرفة السعادة والحق والخير، ومعرفة عالم ما بعد الموت، فكان من رحمة الله بعباده إرسال الرسل وإنزال الكتب والشرائع؛ لتستقيم حياتهم على سنن الرشاد بعيدا عن الضنك والعسر والضيق.
وأكد شيخ الأزهر أن الرحمة قد يخالطها معنى الشدة والحزم، وذلك أن معنى الرحمة إيصال المنافع والمصالح إلى من ترحم، وقد تكره نفسه هذه المنافع أو المصالح، وذلك كشرب الدواء المر أو العلاج المؤلم ألمًا خفيفًا أو سريعًا؛ لإزالة ألم، فالرحمة تقتضي استعمال الدواء والعلاج، وإن كان فيه ما يشق عليه ويؤلمه.