بائع «آيس كريم» يرثى «هشام الرسام» على عربته: «من يوم ما رسمنى ما شفتوش»
ظل يبحث عنه بين المصطافين فلم يجده؛ فقد اعتاد أن يأتيه كل عام فى نفس الموعد، يضحك معه ويتسامر، لكن هذا العام لم يظهر له أثر، سأل محمد عباس، بائع الآيس كريم فى محطة الرمل بالإسكندرية، عن رسام الجرافيتى هشام رزق الذى طلب منه من قبل أن يرسم ابتسامته الجميلة على ورقة، ففوجئ بأنه مات.
مواقف قليلة جمعت «عباس» بالراحل هشام لكنه لا ينساها، وحكى أنه ذات يوم وجده صدفة على أحد الشواطئ ليلاً، استطاع الرجل الأربعينى أن يلفت نظر طالب الفنون التطبيقية بابتسامة وكلمتين: «طرى على قلبك يا حلو»، مجرد أن تفوه بها حتى حرك حس الفنان بداخله طالباً منه أن يرسمه، مبادراً بإحضار ورقة بيضاء وقلم رصاص لينحت تفاصيل وجهه فى صورة حية، وحسب «عباس»: «لقتنى فى ثوانى لحم ودم على صورة رسمها لى، وأهداها لى للذكرى من غير فلوس». خبر موت «هشام» صدم «عباس»: «كل ما أشوف الرسمة أفتكر ابتسامته وطيبة قلبه، ويوم ما كان قاعد هنا جنبى».
ليس بوسع «عباس» سوى أن يتصدق على روح «هشام» بالآيس كريم؛ فهى صنعته وكل ما يملك من حطام الدنيا: «بوزع آيس كريم ببلاش على الناس فى البلاج، وبطلب منهم يدعو لهشام ويطلبوا له الرحمة، ربنا يسكنه الجنة».