بالفيديو| "أصبح عندي الآن بندقية".. صوت "أم كلثوم" عطر التحية لمجاهدي فلسطين من عمر قضيتهم
أصبح عندي الآن بندقية.. إلى فلسطين خذوني معكم.. إلى ربى حزينة كوجه المجدلية.. إلى القباب الخضر والحجارة النبية".. من هنا ينطلق صوت كوكب الشرق، كقذيفة مدفعية في وجه العدوان، يحمس الثائر البطل في انتفاضة حرب ضده، ويُبكي المتهاون الصامت عند سماع قذائف طيران الاحتلال تقذف منازل فتشرد عائلات، ويرى أشلاء طفلً تناثرت كالفتات، ويشاهد الشيوخ العجائز يسحلون تحت بيادة جبان، وأولى القبلتين وثالث الحرمين أمام عينيه، يصبح يوما بعد يوم حطاما وحجارة في مهب النسيان.
6 عقود وأكثر، كانت عصابات اليهود تمزق الأشلاء في "دير ياسين" و"خان يونس" و"قلقيلية"، والسفاح "شارون" يسبح في دماء ويجرف أشلاء، لا يفرق إن كان "طفلا" أم "شيخا"، "امرأة" أم "رجلا".. هم يشتهون رائحة الدم كمصاصيه، ويتلذذون بتمزيق وتقطيع اللحم العربي كآكليه.. اغتصبوا الأرض وانتهكوا العرض، ولم يبق من الأمل شيئا إلا مقاومة وكفاح، وفرحة بصاروخ ينزل في أرض المحتلين يجلب في نفوسهم عوال ونحيب وصراخ، يقابلها تكبير وتهليل، وفرحة لأم فلسطينية، قرأت قول الله تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".
"أصبح الآن عندي بندقية"، القصيدة التي ساقها بقلمه نزار قباني فأبدع، وعزف على أوتار الكلمات موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فأمتع، وهزت بها القلوب كوكب الشرق "أم كلثوم"، فكانت التحية بعد عقدين من حرب فلسطين، وعام من نكسة 1967، التي احتل الصهاينة ما تبقى من أرض فلسطين وقتها، فحيوا كفاح الشعب الفلسطيني وكتائب المقاومة في عام 1968 بتلك القصيدة:
"يا أيها الثوار في القدس
في الخليل في بيسان في الأغوار
في بيت لحم حيث كنتم أيها الأحرار
تقدموا تقدموا".
أنشودة "عبد الوهاب وأم كلثوم ونزار" ظلت لأكثر من 4 عقود، أغنية وطنية لا يتذكرها أحدا إلا في المناسبات، مثلها مثل أرض فلسطين وشعبه، الذي لا يتذكره أحدا، في "القصف والحصار والظلام"، فظلت الأغنية هي مأساة شعب، ومعزوفة بكاء وألم، وأصبح العشرون عاما، الفارق بين توقيت الأغنية وحرب فلسطين.. أكثر من ستة عقود، والفلسطينيون مشردون، في رحلة بحث عن وطن بلا دليل..
"ستين عاماً وأنا ابحث
عن أرضِ وعن هوية
ابحث عن بيتي الذي هناك
عن وطني المحاط بالأسلاك
أبحث عن طفولتي
وعن رفاق حارتي
عن كتبي ..عن صوري
عن كل ركن دافئ وكل مزهرية".