الكحلاوي.. رؤية الرسول في المنام جعلته يقتنص لقب "مداح النبي"
غيَّرت حياته رؤية "زاره خلالها النبي في المنام"، فقرر أن يترك الفن، ويزهد الحياة ويسخِّر صوته لمدح الرسول، ليحمل لقب "مدَّاح النبي" كما أحب أن يناديه الناس.. إنه محمد الكحلاوي.
اسمه بالكامل محمد مرسي عبداللطيف الكحلاوي، من مواليد منيا القمح في الشرقية عام 1912، بعد أن عمل في بداية حياته فنانًا، قرر أن يزهد الحياة، ويلتزم دينيًّا، فطوَّع الفن ليخدم الدين.
بداية تصوُّف الكحلاوي وزهده في الدنيا كانت في شهر رمضان عقب عودته من عمرة العشر الآواخر عام 1953، حيث رأي في منامه الرسول صلى الله عليه وسلم، ورفض أن يروي رؤيته لأي شخص، سوى شيخ بالأزهر الشريف، وهو من فسَّرها له، ومن وقتها قرر مغادرة فيلا الأسرة في الزمالك، وزهد الحياة، وترك الفن وشركة الإنتاج واقتصرت أعماله فقط على الابتهالات والأغاني الدينية.
وحصل الكحلاوي على لقب "مداح النبي" من الأزهر الشريف، في سابقة لم تحدث أو تتكرر مرة أخرى، حيث منحه شيخ الأزهر وقتها محمود شلتوت، شهادة تفيد بأنه "مدَّاح النبي" عقب تقديمه ملحمة من الأناشيد حبًا في الرسول.
وأحب الكحلاوي حياة الفن منذ نعومة أظافره، متأثِّرًا بخاله الذي اصطحبه معه ليشاهده أثناء غنائه في الفرقة التي كان أحد أعضائها، كما عشق كرة القدم حتى حصل على لقب كابتن فريق نادي السكة الحديد.
وعشق الكحلاوي الأغاني البدوية، خاصة بعد سفره إلى الشام، من خلال فرقة "عكاشة" التي كان أحد أعضائها، وعندما أصبح ثريًا قرر تأسيس شركة إنتاج باسم "شركة إنتاج أفلام القبيلة"، وبالفعل أنتج عددًا من الأفلام منها "بنت البادية"، و"أحكام العرب".
ومن الأعمال الخيرية للكحلاوي في رمضان، مائدة الرحمن التي اعتاد أن يقيمها في منطقة الإمام الشافعي، حيث ينتقل مع أسرته قبل بداية الشهر الكريم، ويبدأ للتجهيز لها، ويقف لخدمة روادها بنفسه.
رحل الكحلاوي عام 1982، وخلَّف وراءه تاريخًا طويلًا من الإنجازات الفنية، يتربَّع على عرشها ابتهالاته الدينية ومدحه للرسول، وخلال شهر رمضان كل عام تستعيد الجماهير، خاصة الأجيال السابقة، ذكرياتها مع إنشاد الكحلاوي الذي يذاع في التلفزيون "في حب النبي".