بروفايل| اللواء نوال رحيل قائد الظل

بروفايل| اللواء نوال رحيل قائد الظل
رغم نبرة هادئة وعين تملؤها الثقة بالنفس، وسكينة هى حصيلة خبرة علمية وإدارية اكتسبها. لم يكن يحب الظهور الإعلامى والتفاخر بإنجازاته كونه أحد القادة الباقين فى الظل.. رغم دوره المهم فى توفير المؤن وإدارتها؛ ما صبغ على دوره أهمية قصوى، حتى إن الرئيس السادات عندما سئل عن موعد الحرب أجابهم: اسألوا نوال سعيد.
شارك اللواء الراحل أركان حرب نوال سعيد فى آخر أربع حروب خاضتها القوات المسلحة المصرية كجندى فى حرب فلسطين 1948، ومقاتل فى 1956، و1967، ثم مخطط فى حرب التحرير 1973، حين شغل منصب رئيس هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة.
أبت روحه أن ترحل عن عالمنا دون أن يساهم فى إعادة بناء مصر، ليس كعسكرى فحسب؛ وإنما باختياره لتأهيل قادة الأفرع والفصائل بالقوات المسلحة من واقع عمله ككبير مستشارى كلية القادة والأركان، إلى كشفه عن جهل جماعة الإخوان المحظورة بمحاولتهم إهانة الجيش المصرى بمقولة «جيش نوال»، رغم أنها قيلت عنه من قادة الجيش وتناقلتها الألسن على الجبهة القتالية فى القنال، نظراً لدوره فى إمداد جنود قواتنا المسلحة فى الحرب بالطعام والشراب والوقود اللازم لتشغيل المعدات، وحتى ملابس الجنود.
وافته المنية أمس الأول عن عمر يناهز الـ88 عاماً، ليغيب الموت قائداً سابقاً مهماً بالمؤسسة العسكرية شارك فى ملاحم تحرير أراضيها، كواحد من بين قليلين شاركوا فى حروب 1956، و1967، و1973 منهم الفريق محمد حسنى مبارك، قائد القوات الجوية فى الحرب، واللواء نبيل شكرى، قائد قوات الصاعقة، واللواء محمد فؤاد نصار، مدير المخابرات الحربية وقت الحرب، رحيل صامت لشخص طالما قدم للجيش المشورة لقاداته دون صخب إعلامى الذى يؤثره قادة أقل شأناً ودوراً منه، ومساهمة فى صمود بلادنا فى عصرها الحديث.
مثلت رئاسته لهيئة الإمداد والتموين فترة بناء الاستراتيجية العلمية لتطويرها لتؤدى مهامها بالشكل المطلوب منها، ليواصل مسيرة اللواء صالح بدير، الذى سبقه فى رئاسة الهيئة، ليعمل على تطويرها لتعمل على وضع نظام دقيق لإمداد القوات بوسائل الإعاشة واحتياجاتها الإدارية المختلفة، وتوفير خطوط إنتاج تعاون القطاع المدنى وقت وجود فائض بها والأوقات الضرورية، مثل مصانع إنتاج المكرونة وتعبئة الخضراوات، وإنتاج الخبز.
كما تعمل الهيئة على توفير احتياجات المستشفيات العسكرية، ووزارة الصحة من أجهزة وعربات لدعم مستشفيات المؤسسة العسكرية، بالإضافة لخطوط إنتاج الأقنعة الواقية للمقاتلين من الغازات، أيضاً توفر احتياجات القوات المسلحة من المطبوعات والمنتجات الكرتونية والورقية ونظم الإطفاء والإنقاذ والتدخل السريع لمكافحة الحرائق ومعاونة أجهزة الدفاع المدنى فى التغلب على الأزمات والكوارث بدفع عناصر الإنقاذ والإطفاء إلى مكان الحدث وإخلاء الحالات المصابة إلى مستشفى جراحى متنقل تم فتحه لسرعة التعامل مع المصابين وتوفير كل متطلبات الإنشاء لمعسكرات الإغاثة.