صحف ومنظمات عالمية بعد حكم «الماريوت»: يوم أسود
وصفت معظم الصحف الغربية، الصادرة أمس، أحكام السجن المشدد الصادرة ضد صحفيى قناة الجزيرة، المعروفة إعلامياً بخلية «الماريوت»، بالصدمة. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن الحكم «القاسى» بالسجن الذى أصدره القضاء المصرى على صحفيى الجزيرة، أثار جدلاً واسعاً وردود فعل غاضبة فى دول الغرب، الذى أدانت معظم دوله الحكم، كما نددت به العديد من منظمات حقوق الإنسان. واعتبرت أن الحكم يمثل إحراجاً للإدارة الجديدة للرئيس «عبدالفتاح السيسى»، وأيضاً يضع الولايات المتحدة، التى تسعى لإصلاح العلاقات المتوترة مع مصر، فى موقف حرج.
وذهبت الصحيفة إلى أن المخاوف لا تقف عند هذا الحد، إذ إن الحكم يثير القلق من استمرار حملة القمع ضد كل أطياف المعارضة فى مصر، ونقلت عن مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية «فيليب لوثر» قوله: «إن هذا الحكم مدمر للصحفيين الثلاثة وأسرهم، الحكم بحبس الصحفيين ووصفهم بالمجرمين لمجرد قيامهم بعملهم يوم مظلم لحرية وسائل الإعلام فى مصر».
أضاف «لوثر» أن الحكم يمثل هجمة شرسة على حرية وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن السبب الوحيد لسجن الصحفيين الثلاثة هو أن السلطات المصرية لا تحب ما يقولونه، فهم «سجناء رأى» ويجب الإفراج عنهم فوراً ودون شروط، مؤكداً أن أى شخص يجرؤ على تحدى الخطاب الرسمى للدولة يصبح هدفاً مشروعاً للاضطهاد فى مصر.
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن العضو المنتدب لقناة الجزيرة الإنجليزية «آل آنستى» قوله: «قرار القاضى يتحدى المنطق وأى مظهر من مظاهر العدالة»، متعهداً بمواصلة الضغط من أجل إطلاق سراح الصحفيين.
فيما أبرزت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية تعليق وزيرة الخارجية الأسترالية «جولى بيشوب» التى أكدت «أن حكومة بلادها تشعر بالصدمة والاستياء الشديد من حكم القضاء المصرى، داعية الرئيس السيسى للتدخل فى القضية».
وذكرت الصحيفة أن محكمة جنايات القاهرة أثارت الغضب والمخاوف بشأن حرية التعبير الدولية فى مصر بعد هذا الحكم، وقالت إن وزير الخارجية الأمريكى «جون كيرى»، وصف الحكم بأنه «افتقر إلى العديد من القواعد الأساسية للإجراءات القانونية الواجبة، وكان نكسة مقلقة للغاية فى مصر»، وما قاله رئيس الوزراء البريطانى «ديفيد كاميرون» من أنه «رُوع تماماً» بعد الحكم، وأن وزارة الخارجية البريطانية استدعت السفير المصرى لمناقشته.
وأبرزت صحيفة «الجارديان» البريطانية ردود فعل عائلة الصحفى الأسترالى «بيتر جريستى»، وقالت إنهم فى حالة صدمة شديدة، ويحاولون الاستئناف ضد الحكم، فى الوقت نفسه تطالب فيه الحكومة الأسترالية بإصدار عفو عن الصحفيين.