بمناسبة موجات الحر المتتالية والعنيفة، التى حولتنا إلى دولة خليجية لكن بدون بترول، كنت أتحدث مع الصديق «زياد العليمى» عن ثروة الطاقة الشمسية التى تمتاز بها مصر، حيث إنها تقع جغرافياً قى قلب الحزام الشمسى، مما يجعلها من أغنى دول العالم بالطاقة الشمسية، فأخبرنى بأن زميلاً له يعمل محامياً بإحدى الشركات الألمانية فى مجال الطاقة النظيفة، أخبره بأن ألمانيا عرضت على مصر إنشاء أكبر مزرعة للطاقة الشمسية على الأراضى المصرية مقابل حصول مصر على نصف الطاقة مجاناً، ولسبب لا يعلمه إلا الله تعطل المشروع، فاتجهت ألمانيا إلى تنفيذه على الأراضى الجزائرية، وبدأت بالفعل فى تنفيذ أكبر مشروع طاقة نظيفة بالعالم وسط الصحراء الجزائرية، ينقل الكهرباء إلى محطة مركزية فى ألمانيا لتوزعها على باقى أوروبا، علماً بأن ألمانيا فطنت منذ فترة لأهمية الطاقة الشمسية رغم فقرها بها، فعملت على استخدامها لإنارة الشوارع، كما أن محطة قطار برلين تضاء بأكملها بواسطة الطاقة الشمسية. وقد تابعت منذ أيام حواراً تليفزيونياً للدكتور «إبراهيم سمك»، خبير الطاقة الشمسية المصرى بألمانيا، أوضح خلاله أن 68 دولة على مستوى العالم قامت بتطبيق النموذج الألمانى بكل بنوده وتقنياته، مشيراً إلى أنه التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل توليه الرئاسة وعرض عليه المشروع، وأضاف خلال حواره أن «السيسى» كان مستمعاً جيداً وأنه عقب على كلام «سمك» بالتأكيد على رغبته فى الاستفادة المُثلى من طاقة مصر الشمسية. أتمنى أن يكون أول ما يبحثه وزير الكهرباء الجديد هو إمكانية الاستفادة من التجربة الألمانية وإمكانية التعاون معها، حيث تمتلك ألمانيا العديد من الأفكار والرؤى فى هذا الصدد، ولكنها تفتقر لما تمتلكه مصر من ثروة شمسية طبيعية، خاصة أن الخبراء يؤكدون قرب نفاد احتياطى البترول والغاز الطبيعى فى مصر قبل عام 2020، مما قد يضطرنا إلى شراء مستلزماتنا من الطاقة بما يتعدى 90 مليار دولار سنوياً.. نحن أولى بها.