"الريحاني".. الفنان الضاحك الباكي
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/240623_Large_20140608095852_11.jpg)
عبقري الكوميديا، وأحد الفنانين الذين يتمتعون بثقافة عالية، صاحب البسمة الحانية، والدمعة الساخنة، أبكانا وأضحكنا في الوقت ذاته، فبالرغم من حياة الشقاء التي عاشها، إلا أنه استطاع أن يدخل البهجة والسرور على قلوبنا، وصنعت منه مآسي الحياة فيلسوفًا ساخرًا ناقدًا لأوضاع المجتمع، حتي أنه عندما توفيت والدته "لطيفة" عام 1922 ذهب ليعرض مسرحيته "العشرة الطيبة" قائلًا إنه حزني أنا، أما جمهوري فقد جاء ليسعد.
"كشكش بك"، أو "شابلن العرب" نجيب إلياس ريحانة، والذي نعرفه باسم شهرته نجيب الريحانى، علامة من علامات المسرح المصري على مدى نصف قرن، فهو ممثل فكاهي، ويلقب بـ"موليير الشرق"، وأحد رواد الفن المصري والعربي في النصف الأول من القرن العشرين، أعظم ملوك الضحك و رئيس جمهوريته المتوج في القرن العشرين.
ولد الريحاني بحي باب الشعرية 1889، عاشر الطبقة الشعبية البسيطة والفقيرة، درس في مدرسة الفرير واكتفي بالثانوية، عمل في بداية حياته الوظيفية كاتب حسابات بشركة السكر بنجع حمادي، واستقال منها وعاد إلى القاهرة حتى قادته قدماه إلى شارع عماد الدين الذي كان يعج بالملاهي والمسارح وقابل صديقه هناك "محمد سعيد" وقدما معًا اسكتشات مسرحية خفيفة في الملاهي الليلية.
معظم أعماله كانت مسرحية، ولا يوجد منها نسخ مصورة كاملة، على عكس أفلامه التي يوجد منها 6 أفلام يعتبرهم بعض المهتمين بالسينما من أعمق ما قدم في السينما العربية من ناحية التركيبة السيكولوجية الساخرة المضحكة الباكية المتمثلة في الفنان نجيب الريحاني، حتى أن فيلم "غزل البنات" اختير ليكون تاسع أفضل فيلم في تاريخ السينما المصرية.
الريحاني أحب الكثير من النساء بصدق، بعضهن تركه مما سبب حسرة لقلبه منهن "جوزفين بيكر" الفرنسية وعاش معها 3 سنوات بالقاهرة بعد خلافه مع "بديعة مصابني" التي أنجب منها ابنة واحدة، واختفاء "لوسي الألمانية" التي كانت الأكثر قربًا لقلبه و"فيكتوريا ناعوم" مديرة منزله الشامية.
جاءت وفاة الريحاني صدمة للكثيرين فتوفى الريحاني في الثامن من يونيو عام 1949 م بعد أن قدم آخر أعماله فيلم "غزل البنات"، حيث أصيب بمرض "حمى التيفود" الذي كان سببًا في وفاته.
ولعل أبرز ما يميزه أنه قرأ في جميع الأديان وذهب للمؤلف بديع خيري وأخبره بأنه سيشهر إسلامه ويتزوج من "فيكتوريا" ولكنه مات قبل ذلك، وبعد وفاته ذهب بديع لشيخ الأزهر فقال له "إن الريحاني مات مسلمًا، ووجدت نسخة من القرآن على المنضدة المجاورة لسريره في المستشفى قبل وفاته.