محبو خالد سعيد: الثورة مستمرة.. و"هنرجع حقوق الشهداء"
في ذكرى وفاته الرابعة، فتحت "الوطن" أبوابها لأصدقاء ومحبي "خالد سعيد"، وكل من وقف للمطالبة بحقه، للتعبير عن مشاعرهم تجاه من كان وقودًا لشعلة ثورة 25 يناير التي لاتزال حية، وفي مسيرة الثورة التي أعدها أغلبهم مستمرة، تمنى بعضهم القصاص العادل من قتلة "خالد سعيد"، ومنهم من رأى أن جميع الشهداء الآن في منزلته، سواء في الأرض أو السماء، ومنهم من بكى ألما على ما وصلت إليه الثورة، حال شهداء "الكرامة"، و"الحرية" و"العزة".
"قضية خالد سعيد ضمن القضايا التي ساعدت بشدة على الخروج ضد نظام مبارك المستبد، حيث كان مقلته شرارة ثورة يناير"، كما يرى محمود عفيفي، المتحدث باسم تيار الشراكة الوطنية، الذي كان عضوًا في حركة شباب 6 أبريل آنذاك، والتي كانت من أشد الحركات الداعمة للنزول في احتجاجات ومظاهرات للدفاع عن حق خالد، قائلا: "قضية خالد سعيد جعلت الشعب المصري ثائر ضد مبارك، وضد كل مستبد في نظامه، وكان خالد من المحركين للثورة".
ووجه محمود كلامه للأنظمة ناصحًا: "يجب أن نتعظ ونعي أن القمع والاستبداد من أدوات الثورة القوية التي تستخدمها الشعوب"، موضحًا أن المجتمع لا يعتدل إلا بالعدالة والكرامة الإنسانية التي كانت السبب الرئيسي في موت "خالد سعيد"، مضيفًا أن الثورة مستمرة حتى تحقق مطالبها على الأرض، من حرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية، مؤكدًا أنها لم تتحقق بعد، ووجه رسالة إلى خالد مفادها، "الثورة هتحكم حتى لو ضلت الطريق".
أحمد حرارة، أيقونة الثورة، اعتبر أن خالد سعيد هو مفجر الثورة المصرية في يناير، مؤكدًا أن كل أسرته تعتبر رمزًا واضحًا وجادًا للصمود ضد القمع والنظام الذي لم يسقط بعد، حسب قوله.
"حرارة" طالب "كل مأمور داخل قسم شرطة" بتعليق صورة خالد سعيد أمام عينيه وفي مقر عمله، مؤكدًا أن الثورة مستمرة ولم تتوقف: "إحنا نجحنا في التغيير، وكل حاجة ها تيجي واحدة واحدة".
"خالد مش سعيد"، يقولها زيزو عبده، القيادي بحركة شباب 6 أبريل، عن حال الشهيد الشاب، قائلا: "الحق لم يعد حقه وحده، إنما حق كل الشهداء، وكل من سالت دمائهم فداءً لهذا البلد، وهنفضل مكملين لغاية ما ترجع الحقوق لأصحابها، الثورة لسه محققتش أهدافها، لما يكون القائد عنده إرادة وضمير يمكن البلد دي تبقى أحسن."
"إحنا آسفين يا خالد"، هكذا بدأت الناشطة السياسية نوارة نجم، حديثها في ذكرى استشهاده، مؤكدة أن الثوار بذلوا كل ما لديهم من جهد وتضحيات كي لا يصل الحال إلى ما هو عليه، رغم اعترافها بوجود العديد من الأخطاء للقوى الثورية التي ربما ساهمت في الوصول للمشهد الحالي، حسب وصفها.
وأعربت نوارة عن ألمها الشديد لما وصفته بتكريم من قتلوا "شهيد الثورة" وعودتهم لتصدر المشهد: "معرفش خالد لو كان معانا دلوقتي كان ها يبقى مبسوط ولا لأ، إحنا عملنا كل اللي نقدر عليه عشان اللي حصل له ما يتكررش تاني، ومحدش يتبهدل ويموت في الأقسام، لكن ده بيحصل دلوقتي وكتير بيتعذبوا ويموتوا وناس كتير موافقة على ده، ومعتبراه حاجة صح، واللي بيقتلوهم بيتنططوا على دمهم".
وتؤكد، الناشطة السياسية، أن الأمل في نجاح الثورة لم ينتهي بعد، وأن القوى الثورية لا بد وأن تعيد تنظيم نفسها وتتأنى في النظر لأخطاء الفترة السابقة، وألا يتم استدراجها لأي تحالف مع فصيل خان الثورة، وتسعى لتجنب الأخطاء في المستقبل: "الثورة ما فشلتش، وحالة الإحباط اللي مسيطرة على الكل هتعدي بسرعة، إحنا قدرنا نحقق حاجات في الفترة اللي فاتت، واللي طالبنا بيه لازم ها يحصل دلوقتي أو بعدين".
أما الكاتب الصحفي، والروائي عمر طاهر، فاكتفى بالدعاء له بواسع الرحمة، مؤكدًا أن خالد الآن في مكان أفضل مما نحن فيه، رافضًا الحديث عنه في أي سياق سياسي قائلاً: "خالد سعيد كان شابًا عاديًا لا علاقة له بالسياسة، ولم يكن جزءًا من مشروع ثوري، حتى ولو كان ما تعرض له أحد الأسباب الواضحة في قيام ثورة يناير".