3 شهادات لوزراء "حكومة عبيد" تنصف يوسف والي بعد وفاته: كان بيخدم بلده
رفقاء يوسف والي في مجلس الوزراء ينصفونه
يوسف والي
رحلة طويلة خاضها بين العمل العام والسياسي لأكثر من ثلاثة عقود انتهت بسنوات عزلة في البيت وصراع مع المرض حتى فارق الحياة أمس، وسط حزن بين أهله وأقاربه ورفقائه الذين شاركوه رحلته والذين أدلوا بشهادتهم عن "رفيق العمل" داخل مجلس الوزراء، حيث أشاد عدد من وزراء حكومة عاطف عبيد، التي ضمت يوسف والي كنائب لرئيس مجلس الوزراء ووزير للزراعة واستصلاح الأراضي، مؤكدين أنه كان يحاول خدمة مصر، وتعرض لـ"إساءات وشائعات" واسعة.
قال إبراهيم الدميري، وزير النقل في الحكومة التي رأسها "عبيد" من 99 حتى استقالتها في 2004، إن والي كان حريصاً على متابعة مختلف الملفات باهتمام شديد، واصفا أنه كان نموذجا للعمل الحكومي من حيث التخطيط والتنفيذ والتنسيق بين الوزارات المعنية بملفات مشتركة، مضيفاً: "أشهد بأنه كان وطنيا، عرفته عن قرب لسنين طويلة ولم ألق منه إلا كل خير، وأحزنني خبر وفاته".
الدميري: كلنا تعرضنا لشائعات ويوسف والي كان مخلصا
وأضاف الدميري لـ"الوطن": "طُورت الزراعة في عهده تطورا كبيرا والكل يشهد على ذلك، وأسعد أيام حياتي عندما تزاملنا في حكومة عاطف عبيد، تعلمت منه التواضع والعلم والإخلاص لهذا البطل، كان لا يرفض طلبا لأحد، سواء زميل أو عضو بمجلس الشعب أو مواطن".
وحول الاتهامات التي طالت "والي"، قال الدميري: "كلنا تعرضنا لشائعات وأي إنسان يصل لمركز المسئولية يتعرض لشائعات وإهانات والإنسان المخلص يصبر ويعمل لوطنه. قد نخطئ أحيانا ونصيب أحيانا، لكن أشهد ليوسف والي بأنه كان مخلصا وصادقا ويعمل لخدمة بلده وعلشان يرضي ربه".
شهاب: يوسف والي خدم مصر بتجرد
وقال الدكتور مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة "عبيد"، إن "مصر فقدت مصر أستاذا جليلا وعالما نبيلا ووطنيا غاليا وإنسانا رحيما"، وأضاف: "لقد زاملته سنوات وعرفته عن قرب بمادئه وقيمه، بتميزه وتفانيه في أداء الواجب، نموذجا فريدا من الذين يسعدون بخدمة الآخرين ومساعدتهم".
وتابع: "ستظل ذكراه خالدة بين كل من زامله أو تعامل معه أو نهل من علمه أو خبرته، بل وبين كل المصريين، فقد خدمهم باخلاص وتجرد، معليا دائما مصلحة مصر عليا عن اى مصلحة ذاتية"، وتابع في ختام نعيه: "فى جنة الخلد يا ابن مصر العظيم".
وأوضح شهاب لـ"الوطن" أنه شعر بحزن عميق بعد سماعه خبر وفاة والي اليوم، واصفاً يوسف والي بأنه كان "أحد المخلصين لهذا الوطن"، بحسب تعبيره.
الدكتور علي الدين هلال، وزير الشباب الأسبق، خلال الفترة بين 99 إلى 2004، كان عضواً بالحكومة نفسها أيضاً، وصاحب "والي" لسنوات طويلة، موضحاً أنه كان يتجنب الدخول في أي صراعات، وكان يتخذ من مقولة "التجاهل من الحكمة" بمثابة "شعار حياة"، حيث يرددها دائماً، يقول: "سألته أكثر من مرة عن أكثر من موقف، وقلت له: لماذا لا ترد على كذا؟ ولماذا لا توضح كذا؟ ولماذا لا تدافع عن نفسك في كذا؟.. فكان يرد دائماً: التجاهل من الحكمة. سمعت منه هذه العبارة أكثر من مرة، ورأيتها أسلوبا يستخدمه في مواقف عديدة".
هلال: كان يتجنب الدخول في معارك والقضاء قال كلمته
وتابع: "لا أذكر أنه دخل في صراع مع أحد، وحتى عندما كان أحد الناس يحاول استفزازه أو استدراجه لمعارك جانبية كان ينجح في عدم الوقوع في ذلك اعتمادا على فكرة أن التجاهل أمر جيد وحكيم ويجنب الإنسان بعض الشر".
وأضاف "هلال": "يوسف والي كان متواضعا ودودا وكان قليل الكلام في اجتماعات مجلس الوزراء ولا يتحدث إلا في أمور وزارته أو الأمور المتصلة بقضايا الزراعة، وأشهد أنه دافع بعناد عن الرقعة الزراعية المصرية ووقف ضد البناء على الأرض الزراعية قرابة عقد ونصف من الزمان"، مشيراً إلى أن مكتبه الوزاري كان مفتوحا لمن يقصده من نواب البرلمان دون تحديد مواعيد سابقة، وكرس كل أوقاته لعمله الوزاري، وهذا الأمر كان سببا في عدم إقباله على الزواج، بحسب "هلال".
وعن الاتهامات التي لاحقت يوسف والي، وكانت سبباً في خروجه من الوزارة بشأن استخدام مبيدات زراعية محظورة دوليا وتؤدي للإصابة بمرض السرطان، قال "هلال": "هذا أمر قضائي، والقضاء حقق وقال كلمته، ولا أريد أن أتحدث عن هذا الأمر بعد وفاة الرجل، أدعو له بالرحمة، وأشهد له بالكفاءة والإخلاص".
وتوفي الدكتور يوسف والي وزير الزراعة الأسبق، صباح أمس، في منزله بالجيزة، وشيعت الجنازة من مركز الشواشنة بمحافظة الفيوم، مسقط رأس الفقيد.
وتولى يوسف والي وزير الزراعة الأسبق العديد من المناصب السياسية المهمة من بينها الأمين العام للحزب الوطني المنحل، وكذلك نائب رئيس الوزراء، خلال فترة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.