هل هى صدفة أن يهاجم اثنان من السينمائيين السيناريست المبدع وحيد حامد من أجل عيون الإخوان؟ بدون أن يطلب أحد منهما وبمنتهى الحماس خرج علينا متبرعين السيناريست مصطفى محرم فى مقال له بجريدة «القاهرة» والمخرج على بدرخان فى حوار بجريدة «الوطن» بالهجوم على وحيد حامد، قال مصطفى محرم إن وحيد حامد قد كتب مسلسل «الجماعة» بأوامر من أمن الدولة، وإنه أطلع وزير الإعلام أنس الفقى على أول خمس حلقات لكى يأخذ رأيه ويستشيره، ويلمح محرم إلى أن وحيد حامد يعرض الحلقات وكأنه يسأل الوزير المسلسل التفصيل عجب الزبون!!، وبالطبع سخر محرم من قدرة وحيد المتواضعة فى كتابة السيناريو والتى بالطبع لا تصل إلى رُبع قدرة محرم الأسطورية فى كتابة المسلسلات طويلة التيلة، وقال إن وحيد حامد جعل الناس يحبون حسن البنا فى مسلسل «الجماعة»، والمدهش أن الأستاذ مصطفى محرم لو استعمل ذكاءه الحاد لعرف أنه بذلك يمدح وحيد حامد، ولذلك كان عليه أن يهنئه بدلاً من أن يهينه، لأن معنى ذلك أنه كتب بتجرد وحيادية عن الشخصية ولم يعمل كمخبر أمن دولة كما ادعى الأستاذ محرم، لأن المخبر عليه أن يضحى بالدراما فى سبيل تنفيذ أوامر الأمن الذى بالطبع لا يهمه إلا كراهية وتشويه بطل المسلسل!.
مسلسل «الجماعة» الذى أعتبره واحداً من كلاسيكيات وروائع الدراما التليفزيونية سواء على مستوى الكتابة أو الاخراج أو الموسيقى أو التمثيل، هذا المسلسل لم تكن مهمته أو هاجسه حب أو كراهية البنا، ولكن هاجسه وقضيته الأساسية هى فهم تاريخ هذه «الجماعة» والتنبؤ بطموحاتها وخططها، وهو ما حدث من كاتب بارع مثل الأستاذ وحيد الذى لأنه فنان حقيقى يستطيع أن يتنبأ ويقرأ المستقبل بعين زرقاء اليمامة لا بعين المنجم، وكما تنبأ فى فيلم «البرىء» تنبأ فى مسلسل «العائلة» وأيضاً «الجماعة»، وما عرفته من وحيد حامد شخصياً والذى يدحض كل ما قيل عن علاقة أمن الدولة بالمسلسل، هو أن المسلسل بداية عرضه كسيناريو كانت على الكاتب الصحفى عماد أديب قبل أن يدخل التليفزيون المصرى مع المنتج كامل أبوعلى فى أى مفاوضات، وهذا معناه أن المسألة كانت بعيدة كل البعد عن الدولة وأمن الدولة!.
أما ما قاله المخرج على بدرخان عن أن وحيد حامد كاتب متخلف، فهذا كلام لا يستحق التعليق، ولكنه بالتأكيد يستحق الدهشة والاستنكار، كلام صادم من فنان له بصماته المميزة فى عالم السينما، ولا أصدق أنه بهذه السهولة يهاجم سيناريست مميزاً وكبيراً مثل وحيد حامد من أجل ربح نقاط عند الإخوان أو كسب ود للأسف لن يحدث، وهذه هى الصدمة التى سيتلقاها بدرخان الذى لا يعرف للأسف أن الإخوان لا يعرفون إلا الإخوان ولا يثقون إلا فى الإخوان، وأنا مازلت مقتنعاً بأنه لا يمكن لبدرخان أن يكون لفنِّه قد خان لصالح رضا الإخوان!.