أعتقد أن أكبر تحدٍّ يواجه الإخوان المسلمين الآن هو ماضيهم الذى سحبوا خلاله جزءاً كبيراً من شعبيتهم على مهاجمة أمريكا ومحاولات كلامية لتصفية إسرائيل.. وإذا كان البعض يشك فى وجود تفاهات أمريكية - إخوانية قبل وصول د. محمد مرسى إلى الحكم فإن رد الفعل الرسمى والإخوانى على أزمة الفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم أكد بما لا يدع مجالاً للشك قوة ومتانة العلاقات بين الإخوان وأمريكا.. أما إسرائيل فقد شارك وفد إخوانى منذ أيام فى مؤتمر بحضور وفد إسرائيلى وخرج الوفد الإخوانى كعادته يكذب مرة ويعترف فى أخرى بل ويؤكد أنه لم يصافح الوفد الإسرائيلى وكأن المصافحة هى المشكلة رغم أن الإخوان كانوا ينددون ويهاجمون كل ما هو أمريكى أو إسرائيلى.
كان النظام السابق يلاعب الأمريكان بأنه لا يستطيع السيطرة على الغضب الشعبى، وبالطبع لا يستطيع الإخوان أن يلعبوا نفس اللعبة، ليس لأن الأمريكيين «ملوا» منها فقط، ولكن لأن الحكومة الأمريكية تعلم التزام أعضاء «الجماعة» بـ«السمع والطاعة» حتى لو كان الأمر يمس الرسول الكريم.
لقد بادر خيرت الشاطر، على غير عادته، بإرسال مواساة لموظفى السفارة الأمريكية تبعها فى اليوم الثانى برسالة إلى جريدة «نيويورك تايمز» يؤكد فيها أنهم لا يحملون الحكومة الأمريكية أو مواطنيها المسئولية عن أعمال فئة قليلة أساءت إلى القوانين التى تحمى الحريات. وأضاف الشاطر «لدى شعبينا الكثير ليتعلماه من بعضهما البعض ونحن نشرع فى بناء مصر الجديدة».
أما د. محمد مرسى، رئيس الجمهورية، فقد استنكر الفيلم بشدة، ثم أصدر فى إيطاليا أمس تصريحاً يؤكد أن مثل هذه الأفعال لا تؤدى إلى خير وإنما تحاول صرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية حول العالم مثل المشكلة السورية والقضية الفلسطينية.
أما جماعة الإخوان المسلمين فلم تتحرك لنصرة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» واكتفوا بمسيرة رمزية هدفها الأساسى احتواء غضب المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية وهو أمر غريب أن تنتفض «الجماعة» لنصرة «مرسى» فى مواقفه وقرارته بينما تتقاعس عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يغضبوا أمريكا.. لو كانت الرئاسة اتخذت موقفاً حاسماً ضد هذا الفيلم المسىء لاحتوت غضب الشارع المصرى.. يا جماعة الإخوان نشتاق أن نسمع منكم ما كنتم ترددونه قبل الثورة وقبل توطيد علاقتكم بالأمريكان.. «بأبى أنت وأمى يا رسول الله». وليكن الشعار الجديد «بأبي أنت ومرسي يا رسول الله ».